Skip to content


يتعرّض الكتّاب، والصحافيون، والناشطون في مجال حقوق الإنسان، أكثر فأكثر، لهجماتٍ إلكترونيةٍ على يد متحرّشين مدعومين من الدول. فيعمل هؤلاء على تنفيذ برامج حكوماتهم، ساعين إلى التشكيك في كل من يجرؤ على مساءلة الحكومة، وتشويه سمعته وعمله.

في هذا الإطار، مع أنّ الحدّ من الإساءات التي ترعاها الدول يبدو تحدّياً لا يمكن التغلّب عليه، لكن هناك في الواقع عدة خطوات يمكن أن يقوم بها الأشخاص لحماية أنفسهم بشكل أفضل.

من هذا المنطلق، تقدّم هذه الصفحة توجيهاتٍ واستراتيجياتٍ لإدارة الهجمات الإلكترونية التي ترعاها أو تحرّض عليها الدول، والسياسيون، ومجموعات المصلحة الداعمة لسياسات حكومة معيّنة أو أجنداتها.

فإذا كنت كاتباً/ة أو صحافياً/ة أو ناشطاً/ة في مجال حقوق الإنسان، وكنت تبحث/ين عن مساعدة فورية في مجال الأمن الرقمي، نوصيك بالاتصال بمساعدي الأمان الرقمي من منظمة “Access Now”.

ما هي الإساءات الإلكترونية التي ترعاها الدول؟

تحظى الإساءات الإلكترونية التي ترعاها الدول بدعم رسمي أو غير رسمي من حكومة، أو نظام، أو حتى ميليشيات سياسية قوية. فيمكن أن تُشَنّ هذه الهجمات من حسابات تابعة لهيئات حكومية رسمية، أو لمناصريها، أو البوتات التابعة لها، أو موظفين يتلقون أجراً مقابل ذلك، بمن فيهم موظفو شركات العلاقات العامة. عند توجيه إساءة من هذا النوع، يتمّ استقطاب أعداد هائلة من الأشخاص أو البوتات عادةً للهجوم على شخص محدّد على الإنترنت. ويمكن لهذه الهجمات أن تكون عابرةً للحدود، فتستهدف لا الأشخاص المقيمين ضمن الدولة فحسب، بل أولئك المقيمين في الخارج أيضاً. تسعى هذه الهجمات، في المقام الأول، إلى قمع حرية التعبير، وفي الحالات المتطرفة إلى التشجيع على العنف الجسدي، والتخويف، والابتزاز و/أو الإكراه.

وهي تحقّق مبتغاها بعدد من الطرق: الطريقة الأولى تشويه سمعة الشخص المستهدف لتقويض عمله، وغالباً ما يكون ذلك من خلال نشر معلومات مضللة عنه؛ والثانية تخويف هذا الشخص ودفعه إلى الالتزام بالرقابة الذاتية والصمت؛ والثالثة زيادة صعوبة استخدامه حساباته على وسائل التواصل الاجتماعي لبلوغ جمهوره.

المضايقة المدعومة من الحكومات ظاهرةٌ عالميةٌ. فالعديد من الدول الديمقراطية والاستبدادية تعتمد تكتيكات مماثلة مثل: تركيب “ميمز” أو صور معدّلة عن شخص ما، وتضخيم أثر الهجمات باستخدام البوتات، وتوجيه تهديدات بالقتل أو بالعنف الجنسي. وتترافق هذه الإساءة الإلكترونية غالباً مع تهديدات رقمية أخرى، كقرصنة الحسابات واستخدام برامج التجسس للحصول على معلومات شخصية. ولا ننسى أيضاً العدد الكبير من التهديدات ضد السلامة الجسدية، كمراقبة الشخص المستهدف خارج منزله أو مكان عمله، وتركيب كاميرات أو أجهزة تنصّت داخل المنزل لجمع معلومات يُمكن استخدامها لتخويفه أو ابتزازه. جدير بالذكر أنّ هذه التهديدات قد تمتد لتطال الأسرة والأصدقاء أيضاً، حتى وإن كان الشخص المستهدَف يعيش في بلدان الاغتراب.

الخطوات المطلوبة لحماية نفسك بشكل أفضل

تقييم الخطر

إذا كنت تنوي/ن كتابة فكرة على الإنترنت أو التعبير عن رأي يُعتبر معارضاً للدولة- أو إذا سبق لك أن فعلت ذلك- فمن بالغ الأهمية فهم القدرات التكنولوجية للمجموعات السياسية والدولة التي تتعاطى/ين معها. تحدّث/ي مع كتّاب أو صحافيين أو ناشطين آخرين للتعلّم من تجاربهم ومعرفة كيف تعاطوا مع الهجمات المدعومة من الدولة، واكتشف/ي ما هي الاستراتيجيات التي تستخدمها الحكومة عادةً. يمكنك أيضاً إجراء تحليل للتهديدات (أي طرح مجموعة أسئلة لمساعدتك على التفكير في المخاطر وطرق التخفيف منها). في ما يلي بعض الأمثلة التي يمكن أن تكون مفيدةً لك في هذا المجال.

حفظ أمن بياناتك وحساباتك الإلكترونية

ستتغلغل الهجمات المنسّقة في بياناتك الإلكترونية أو تحاول قرصنة حساباتك لإيجاد معلومات يمكن استخدامها ضدك، كصور مثلاً. لذا، اتّخذ/ي الخطوات اللازمة لضمان أمن معلوماتك على الإنترنت قبل التعرّض لهجمة.

إدارة بياناتك الشخصية والمهنية على الإنترنت

  • أنشئ/ي حسابات منفصلة لحياتك المهنية والخاصة على الإنترنت. يشمل ذلك كلما كان ذلك ممكناً، تخصيص بريد إلكتروني ورقم هاتف للأمور الشخصية وبريد وهاتف لحياتك المهنية، فضلاً عن إنشاء حسابات مهنية على وسائل التواصل الاجتماعي.
  • راجع/ي حساباتك الإلكترونية بشكل منتظم واحذف/ي المحتوى الذي لم تعد/تعودي بحاجة إليه.
  • راجع/ي إعدادات الخصوصية الخاصة بك على وسائل التواصل الاجتماعي، وتأكّد/ي من أنك لا تمانع/ين وجود بيانات لك بمتناول الجمهور. إذا كان ذلك بمقدورك، تحدّث/ي مع أقارب وأصدقاء موثوقين عن بياناتك التي لا تمانع/ين أن ينشروها على الإنترنت.
  • راجع/ي البيانات المنشورة عنك على الإنترنت. عند الإمكان، حاول/ي حذف أي محتوى تعتقد/ين أنه قد يُستخدم لاستهدافك، كالمعلومات الموجودة على المواقع الإلكترونية الشخصية أو السير الذاتية المنشورة على الإنترنت، فضلاً عن الصور والفيديوهات.
  • استعن/استعيني ببرنامج تنبيهات غوغل لكي تتلقى/ي إشعاراً كلما ورد اسمك على الإنترنت.
  • أزل/أزيلي البيانات الوصفية عن صورك من خلال تركيب أدوات مثل “ImageOptim” للأجهزة التي تعمل بنظام آي أو إس، و”Scrambled Exif” لتلك التي تعمل بأندرويد. البيانات الوصفية هي بيانات تكون مرفقة بالصور الرقمية بشكل تلقائي، ويمكنها الكشف عن مكان التقاط الصورة، وتاريخها، ووقتها إلخ.
  • فكّر/ي في تمويه عنوان منزلك على خرائط غوغل، ووايز، وتطبيقات تقاسم سيارات الأجرة، وصفحتك الشخصية على هاتفك.

حفظ أمن حساباتك الإلكترونية

  • استخدم/ي تقنية التحقق بخطوتين عندما تريد/ين الدخول إلى حساباتك. نوصيك باستخدام تطبيقات مثل ديو موبايل، Google Authenticator، أو Authy عوضاً عن الرسائل النصية القصيرة. بالنسبة إلى من سبق أن تعرّض للقرصنة، أو يعتبر نفسه معرّضاً بشدة لاختراق حساباته من قبل الحكومة، حريّ بالاستثمار في شراء مفتاح أمان فعلي، خاصةً وأنه يُعتبر الخيار الأكثر أماناً.
  • كوّن/ي كلمات مرور طويلة (مؤلّفة من 16 رمزاً على الأقل). يجب أن تضمّ كلمة المرور مزيجاً من الأرقام والرموز والحروف، و لا تحوي أي معلومات تعريف شخصية، كتاريخ ميلادك. لا تعد/تعيدي استخدام كلمات مرور قديمة، بل أنشئ/ي كلمة مرور جديدة لكل حساب.
  • فكّر/ي في استخدام برنامج لإدارة كلمات المرور، مثل “1Password” الذي يقدّم حسابات مجانية للصحافيين والصحافيات.
  • سجّل/ي خروجك دوماً من حساباتك وأجهزتك كلما كان ذلك ممكناً، خاصةً إذا كنت معرّضاً/ة للاحتجاز.

الوقاية من برامج التجسس

من المحتمل أن تحاول الحكومات استهدافك من خلال برامج تجسس، لجمع المزيد من المعلومات عنك. فيمكنها استخدام البيانات التي تجدها في حساباتك لابتزازك، أو لنشرها على الإنترنت بهدف تشويه سمعتك. ومع أنه بات من الصعب اليوم، على نحو متزايد، الوقاية من برامج التجسس المتطورة، مثل بيغاسوس، لكن هناك عدة خطوات يمكنك اتّخاذها. فإذا كانت لديك مخاوف بشأن بيغاسوس، نشجّعك على التواصل مع خبير في الأمن الرقمي، من خلال الاتصال بأرقام الخط الساخن التابعة لـAccessnow ومراسلون بلا حدود.

  • أجر/ي بحثاً لتعرف/ي ما إذا كانت الحكومة التي تكتب/ين عنها أو تندّد/ين بها تستخدم برامج تجسّس ضد الصحافيين والناشطين والمنشقين.
  • حدّث/ي أجهزتك وتطبيقاتك ومتصفحاتك بانتظام (فغالباً ما تُجرى التحديثات لمعالجة نقاط الضعف الأمنية التي تكتشفها الشركات التكنولوجية. ولا تميل الشركات إلى الإعلان عن هذه التحديثات، بل تجري بهدوء ومن دون إثارة ضجة حولها).
  • طبّق/ي تقنية إعادة ضبط المصنع في هاتفك لإزالة البرمجيات الخبيثة وبرمجيات التجسس من جهازك. َفعلى الأشخاص الأكثر عرضةً لهجوم من بيغاسوس الاستفادة من هذه التقنية بشكل منتظم. إليك بعض التوجيهات إلى كيفية القيام بإعادة ضبط المصنع على أجهزة آي أو إس وأندرويد.
  • يمكن تركيب بيغاسوس على الهاتف من خلال روابط مرسلة عبر البريد الإلكتروني، أو الرسائل النصية القصيرة، أو تطبيقات المراسلة (عبر تكتيك يُعرف بالتصيّد). تعرّف/ي إلى كيفية حماية نفسك من التصيّد عبر قراءة مجموعة أدوات الأمن الرقمي من لجنة حماية الصحفيين.

تعرّف/ي أكثر إلى استراتيجيات الوقاية من برنامج التجسس بيغاسوس من خلال قراءة التنبيه بشأن السلامة حول برنامج التجسس الحاسوبيبيغاسوس“. وللمزيد من التوجيهات حول مجموعة استراتيجيات السلامة والأمن الرقمي، راجع/ي القسم المتعلق بكيفية الاستعداد للمضايقة على الإنترنت في كتيّبنا. أما إذا كنت تريد/ين الاطلاع على قائمة بالمنظمات وخطوط المساعدة في مجال الأمن الرقمي، فراجع/ي هذه الصفحة من كتيّبنا.

بناء شبكة الدعم الخاصة بك

تحدّث/ي إلى أصدقائك وأسرتك عما تتعرّض/ين له إذا كنت مرتاحاً/ة إلى الأمر، وكوّن/ي مجتمعاً إلكترونياً داعماً.

تماماً كما يجدر بالصحافي التواصل مع مصادره قبل نشر تحقيقه، أنت بحاجة إلى تكوين مجتمع داعم قبل نشر فكرة على الإنترنت، أو التعبير عن رأي ما، تعتقد/ين أنه قد يلفت اهتمام الدولة أو يستدعي انتقامها منك. إذا قمت بذلك مسبقاً، فسيكون لديك شبكة دعم يمكنك الاستعانة بها بسرعة بمجرّد الحاجة إليها. أما إذا كنت تقرأ/ين هذه السطور، ولم تكن/تكوني قد شكّلت مجموعة دعم بعد، فاعلم/ي أنّ الأوان لم يفت بعد للتواصل مع بعض الأصدقاء أو الأقارب الموثوقين الذين سيكون بمقدورهم مساعدتك.

مرحلة الاستجابة: ما العمل إذا كنت في عين عاصفة إلكترونية؟

من الصعب للغاية الوقاية من هجمة إلكترونية محددة الهدف ترعاها الحكومة أو تحرّض عليها. ومما لا شك فيه أنّ هجمةً مماثلةً قد تكون مرعبةً ومربكة. من هنا، إذا علمت مسبقاً ما هي الخطوات التي يجدر بك اتّخاذها، فستعرف/ين كيفية التعامل مع وضع قد يكون صعباً للغاية، وإدارة المخاطر المرتبطة به.

خذ/ي نفساً عميقاً. يمكن أن تساعدنا الأنفاس العميقة على التحكّم بجهازنا العصبي في أوقات الشدة، لعودة إلى وضع الهدوء والصفاء. اعلم/ي أنّ هذه الأنواع من الهجمات تزداد شيوعاً وهي تصيب العديد من الصحافيين والناشطين والمنشقين حول العالم.

اطلب/ي المساعدة. تواصل/ي مع أصدقائك وزملائك الموثوقين، فضلاً عن منظمات المجتمع المدني التي تدعم الكتّاب، والصحافيين، والناشطين في مجال حقوق الإنسان. تعرّف/ي أكثر على المنظمات التي يمكنها مساعدتك من خلال هذه الصفحة من كتيّبنا، أو هذه اللمحة العامة التي تقدّمها الشبكة العالمية للصحافة الاستقصائية. إذا كنتي امرأة تزاولين العمل الصحفي، راجعي صفحة مركز الاستجابة التابع للتحالف ضد العنف على الإنترنت (بالإنجليزية).

قيّم/ي حدّة الهجمات. هل تشتبه/ين بأنّ سلامتك الجسدية معرّضة لخطر فوري؟ إذا أجبت بنعم، إليك بعض الأسئلة التي عليك طرحها على نفسك، بالإضافة إلى ما يلي:

  • هل سلامتك الجسدية مهدّدة؟ قد تكون سلامتك الجسدية معرّضةً للخطر إذا كنت تتلقى/ين تهديدات واضحة على الإنترنت مثل “نعرف أين تسكن/ين، وسنأتي إليك ونجدك.” إذا أجبت بنعم، ففكّر/ي في تغيير مكان سكنك والانتقال إلى مسكن مؤقت آخر إذا كان ذلك ممكناً، أو تواصل/ي مع منظمة دولية يمكنها أن تقدّم لك مساعدةً قانونيةً أو حتى سكناً مؤقتاً، أو دعماً إضافياً إذا دعت الحاجة.
  • هل تتعرّض/ين لاستهداف من قبل برمجيات خبيثة؟ إذا أجبت بنعم، فتواصل/ي فوراً مع خط ساخن للأمن الرقمي تابع لإحدى منظمات الحقوق الرقمية المذكورة هنا.
  • هل سمعتك المهنية معرّضة للخطر؟ إذا أجبت بنعم، فناشد/ي مجتمعك الإلكتروني الداعم لكي يهبّ لمساندتك، وإخماد الرسائل السلبية التي ينشرها المتصيدون.

احرص/ي على تتبّع أثر الإساءة. خذ/ي لقطات شاشة، احفظ/ي الروابط في الإرشيف، وسجّل/ي أحداث المضايقة الإلكترونية التي تتعرّض/ين لها. وثّق/ي قدر ما تستطيع/ين من الأدلة بشكل آمن.

اطلب/ي الدعم من رؤسائك وزملائك وأصدقائك الموثوقين والمنظمات الداعمة لحرية التعبير

يسعى المتحرّشون على الإنترنت إلى عزلك و تخويفك. لذا، من الضروري أن تحصل/ي على الدعم اللازم. أنت الأفضل ليحدّد من تشعر/ين معه بالأمان ومن تستطيع/ين اللجوء إليه في أوقات الأزمات.

أخبر/ي شخصاً تثق/ين به بما يحدث. قد تفضّل/ين إخبار أصدقائك، أو زملائك الموثوقين، أو المنظمات الداعمة للصحافيين بالأمر. للمزيد من المعلومات، راجع/ي توجيهاتنا المتعلقة بكيفية التحدث إلى الأصدقاء والحلفاء.

اطلب/ي من زميل/ صديق موثوق الإشراف على حسابات وسائل التواصل الاجتماعي الخاصة بك (مؤقتاً) من خلال تسليمه مهمّة رصد الوضع، والإبلاغ عن التعليقات المسيئة، وحظر/كتم المتحرّشين، وتوثيق الإساءة. لا تفعل/ي ذلك إلا إذا كنت مرتاحاً/ة إلى الأمر.

فكّر/ي في ما إذا كان إعداد خطاب مضاد سيمدّك بالقوة. قد تشعر/ين بالقوة بمجرّد المجاهرة برأيك والتنديد بما تتعرّض/ين له من إساءة إلكترونية. لكن قد يصعّد ذلك من الإساءة ويزيد مستوى الخطر المحدق بك. وحدك تستطيع/ين أن تقرّر/ي ما هو الأنسب لك. قد يكون الخطاب المضاد فعالاً جداً إذا كنت تكافح/ين حملة معلومات مضللة محدّدة تشنّها بوتات إلكترونية أو متصيّدون على الإنترنت، خاصةً وأنه يمنحك فرصةً لدحض هذه المعلومات من خلال:

  • التمييز بين المزيّف والحقيقي؛
  • الطلب من مجتمعك الداعم الإبلاغ عن المحتوى المسيء؛
  • الطلب من مجتمعك الداعم نشر معلومات دقيقة وبناءة عنك؛
  • التركيز على الإساءة عوضاً عن الشخص المسيء أو السياسات أو السلطات الحكومية.

فكّر/ي في ما إذا كان رئيسك في العمل سيكون مستعداً لدعمك. بدأ بعض أرباب العمل يفهمون كيف تتحوّل الإساءة الإلكترونية إلى تكتيك لقمع حرية التعبير والنقد. أما البعض الآخر، فما زالت الطريق أمامه طويلة. تذكّر/ي دوماً موقف المؤسسة حيث تعمل/ين بشأن انتقاد الحكومة ودرجة تحمّلها للمجازفة. أنت أفضل من يعرف إذا كان بمقدورك الاعتماد على مؤسستك الإخبارية، أو ناشرك، أو منظمتك إلخ. للمزيد من المعلومات، يمكنك مراجعة صفحة كتيّبنا حول توجيهات للتحدّث إلى أرباب العمل والمعارف المهنيين.

تذكّر/ي، أحياناً، قد تكمن المشكلة في الصحافيين أو الناشطين الآخرين أيضاً. ليس من الغريب رؤية صحافيين أو ناشطين يقودون حملات تشهير ضد زملاء لهم في المهنة نفسها. في أغلب الحالات، يكون هؤلاء الأشخاص صحافيين عاملين في إحدى وسائل الإعلام السائدة المدعومة من الدولة. ويكون هدفهم هو تشويه سمعة الوسائل الإعلامية المعارضة أو المستقلة، وفق ما خلصت إليه دراسة الحالة هذه عن مصر.

لذا، تواصل/ي مع منظمات مجتمع مدني للحصول على الدعم. في ما يلي بعض منها:

التوعية القانونية

يعود إليك وحدك قرار اتّخاذ إجراء قانوني ضد المتحرّش بك. للأسف، يُعتبر السعي إلى تحقيق العدالة عمليةً معقّدةً، مكلفةً وتستغرق وقتاً، خاصةً وأنّ الهجمات الإلكترونية عابرة للحدود، وأنّ المتحرّشين التابعين للدولة قد يكونون، هم أنفسهم، الأشخاص والمؤسسات المسؤولين عن ضبط الإجراءات القانونية في البلاد. في هذا الإطار، يمكن أن تساعدك الخطوات التالية على الاستعداد بشكل أفضل.

وثّق/ي التحرّش بشكل آمن. كما هو مذكور أعلاه، من شأن جمع أدلة عن تعرّضك للإساءة على الإنترنت أن يساعدك في دعم حجتك. احتفظ/ي بهذه المعلومات في مكان آمن، كقرص صلب خارجي يمكن تشفيره بسهولة. تجنّب/ي حفظ البيانات في السحابة، خاصة وأنّ أي شيء متّصل بالإنترنت يمكن أن يتعرّض للقرصنة. يمكنك إيجاد المزيد من المعلومات حول كيفية القيام بذلك على صفحتنا المتعلقة بتوثيق المضايقة على الإنترنت.

كن/كوني على علم بالقوانين المحلية لحرية التعبير ومكافحة الجريمة الإلكترونية.  في أغلب الأحيان، تطبّق سلطات الدول في المنطقة قوانين تعسّفية لإسكات الصحافيين والناشطين العاملين على قضايا يُعتقد بأنها تهدّد الأمن القومي (وهذا أحد الأمثلة عن هذه القضايا). لذا، راجع/ي قاعدة بيانات إصلاحات قوانين الإعلام في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا للاطلاع على التشريع الذي تريد/ين التأكّد منه في الدولة المعنية.

لماذا عليك معرفة ذلك؟ هناك فائدة مزدوجة للإلمام بالقوانين المطبّقة:

  1. أنت أفضل من يستطيع تقييم التهديدات التي قد تواجهها عندما تقرّر/ين نشر عملك على وسائل التواصل الاجتماعي، خاصةً وأنّ التدوينات المنشورة على وسائل التواصل الاجتماعي سبق واستُخدمت كحجة لتجريم صحافيين وناشطين آخرين في مجال حقوق الإنسان.
  2. ستتوقع/ين ما قد تكون التبريرات المحتملة التي قد تستخدمها السلطات لاستهدافك.

التمس/ي الدعم. تواصل/ي مع منظمة دولية لمساعدتك على إيجاد محام (بالإنجليزية). فيمكن لمنظمات مثل Access Now وتحالف الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لمكافحة المراقبة الإلكترونية، مساعدة الصحافيين والناشطين في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا من خلال توفير المساعدة القانونية وغيرها من أشكال الدعم.

اعتنِ/ي بنفسك وبأحبّتك: راحتك هي الأولوية

اعتن/ي بنفسك. لا يكون أحد مستعداً أبداً لمواجهة مضايقة إلكترونية واسعة النطاق. من هنا، فإنّ وضع خطة للرعاية الذاتية يمكن أن يساعدك على التعامل مع الإساءة بشكل أفضل. اقرأ/ي المزيد في كتيّبنا حول كيفية الاعتناء بنفسك:

دافع/ي عن نفسك بأمان

هناك عدة حسنات وسيئات يمكن أن تتأتى عن المجاهرة برفضك لهجمة تشنّها أطراف برعاية الدولة. فمن المحتمل أن يجذب خطابك المضاد اهتماماً عالمياً إلى وضعك، لكنه قد يؤدي أيضاً إلى تعرّضك للمزيد من المضايقات والأخطار، ومن جملة ذلك دعاوى قانونية تُرفع ضدك لمضايقتك، فضلاً عن تهديدات تطال سلامتك الجسدية. وحدك تستطيع/ين أن تقرّر/ي ما هو الأنسب لك. لذا، قبل رفع صوتك عالياً، فكّر/ي في القيام بما يلي:

تحدّث/ي إلى الآخرين.  تحقّق/ي مما إذا كان صحافيون، وكتّاب، وناشطون آخرون في مجال حقوق الإنسان قد رفعوا الصوت من قبلك للتعبير عن تعرّضهم للإساءة من قبل مهاجمك. إذا كان ذلك ممكناً، تواصل/ي معهم لمعرفة إن كانوا قد تعرّضوا لأي عواقب نتيجة مجاهرتهم برأيهم، وما كانت تلك العواقب.

تنبّه/ي إلى المخاطر المحدقة بك والتبعات المحتملة على أحبّتك.  كل منا يواجه مخاطر مختلفة تبعاً للمكان الذي يعيش فيه، وهويته، وما إذا كان مواطناً قانونياً في ذلك البلد أم لا، ومهنته، وتجاربه السابقة مع القمع، وما إذا كانت الحكومة قد أدرجته على لائحة الاهتمام الخاصة بها أم لا. إذا كنت تقيم/ين في البلد نفسه الذي يقيم فيه مهاجمك، فستكون المخاطر التي ستتعرّض/ين لها أعلى بكثير. كما يمكن أن يحاول المهاجم تحديد مكان أحبّتك ومضايقتهم أو أذيتهم للانتقام منك.

افهم/ي طبيعة مهاجمك.  تعتمد الحكومات المختلفة استراتيجياتٍ مختلفةً لمهاجمة الكتّاب، والصحافيين، والناشطين في مجال حقوق الإنسان. ادرس/ي التكتيكات التي تستخدمها الحكومات لقمع حرية التعبير. فكّر/ي في ما إذا كان رفع صوتك سيحميك أم أنه سيزيد من المخاطر المحدقة بك، بناءً على الإجراءات المحتمل أن تتّخذها الحكومة.

أجرِ/ي تقييماً للمخاطر.  كما هو مذكور أعلاه، قبل المجاهرة برأيك، فكّر/ي في كل المخاطر المحتملة التي يمكن أن تتعرّض/ي لها، فضلاً عن الخطوات التي ستحتاج/ين إلى اتّخاذها للتخفيف من تلك المخاطر.

احشد/والدعم اللازم.  تحدّث/ي مع منظمات مجتمع مدني محلية أو إقليمية أو دولية، فضلاً عن كتّاب، أو صحافيين، أو ناشطين في مجال حقوق الإنسان لمعرفة أي نوع من الدعم يمكنهم منحك إياه، وما إذا كانوا مستعدين لقيادة حملة مناصرة معك أو من أجلك.

افهم/ي مراحل العملية.  إذا عرضت عليك منظمة قيادة حملة بالنيابة عنك، تحدّث/ي معها لمعرفة كيف تدير حملات المناصرة عادةً، ومدة هذه الحملة، وما إذا كانت تقدّم أي نوع من الدعم في مرحلة المتابعة. اطلب/ي مراجعة أي نصوص أو صور قبل نشرها، واتّخاذ القرار النهائي بشأن كل المحتويات التي يتمّ إعدادها. وضّح/ي منذ البداية أنك تريد/ين التمتع بحرية الانسحاب من العملية في أي وقت كان.

طوّر/ي مهاراتك في المناصرة من خلال قراءة الأدلة والأدوات التالية الموجودة على موقع تعلّم شارك للمعهد الديمقراطي الوطني:

شدّد/ي أمنك الرقمي. إذا تمّ تنظيم حملة مناصرة باسمك، فقد يؤدي هذا الأمر إلى تزايد مستويات الإساءة ضدك على الإنترنت. لذا، قبل تصعيد حملة المناصرة، راجع/ي التوجيهات أعلاه بشأن كيفية حماية حساباتك والتعامل مع الهجمات الإلكترونية.

اعتن/ي بصحتك النفسية.  قد تشعر/ين بالإلهام والقوة عندما تصبح/ين محور حملة المناصرة، لكنّ هذا الأمر قد يترافق أيضاً مع أعباء عاطفية ونفسية هائلة، خاصةً إذا بلغ اسمك جمهوراً عالمياً.

 

دراسة حالة

استمروا في التكلّم“: كيف أطلقت المديرة التنفيذية والمؤسسة المشاركة لموقع “رابلر”، الصحافية ماريا ريسا، حملةً دوليةً للدفاع عن نفسها ضد الإساءة التي دأبت جهات مدعومة من الدولة على توجيهها لها على الإنترنت.

أمضت الصحافية المعروفة والحائزة جائزة نوبل، ماريا ريسا، العقد الماضي وهي تواجه موجات لا تكلّ من الإساءة والتخويف، على شبكة الإنترنت وخارجها، على يد حكومة الفيليبين. لحماية نفسها والرد على هذه الهجمات، اختارت ريسا رفع صوتها والتحدّث بشكل علني عما تواجهه ولمَ يُعتبر ذلك مهماً، بما في ذلك من خلال إطلاق حملة مناصرة عالمية.

1.    الاستفادة من قوة الصحافة: ردّت ريسا على المضايقة التي واجهتها من خلال الإبلاغ عنها، في خطوة سمّتها “رمي مهاجميها بضوء الشمس”. في عام 2016، نشرت رابلر سلسلةً (بالإنجليزية) من التحقيقات الإخبارية حول المضايقة المنسّقة وحملات المعلومات المضللة وتأثيرها على الديمقراطية في الفيليبين.

2.    الاستعانة بمجتمعها الإلكتروني الداعم: تواصلت ريسا، في عدة مناسبات، مع جمهورها على الإنترنت الذي حشدته من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، لدعوته إلى التحرك. فعندما أقدم عناصر حاليين وسابقين في الجيش الفيليبيني على الإساءة إليها عبر الإنترنت، ناشدت مجتمعاتها الإلكترونية لتقديم المساعدة. وقد كتب أحد مناصريها رسالةً مفتوحةً إلى الجنرال إدواردو أنو، رئيس القوات المسلّحة، الذي ما لبث أن أصدر اعتذاراً رسمياً وفتح تحقيقاً بالأمر.

3.    التوعية على المستوى العالمي: شكّل الوعي العالمي بالقضايا القانونية المرفوعة ضد ريسا، والدعم العام الذي حظيت به، ضغوطاتٍ على الحكومات التي تهدّدها بتلك التهم. عام 2020، أطلقت لجنة حماية الصحفيين، والمركز الدولي للصحفيين، ومراسلون بلا حدود، هاشتاغ HoldTheLine# (تماسكوا)، وهي حملة عالمية لحشد دعم عالمي من أجل ريسا.

4.    تعزيز الأمن الرقمي: عزّزت مؤسسة رابلر الأمن على موقعها، وزوّدت موظفيها الأكثر عرضةً للإساءة بمزيد من الحماية، كما وثّقت كل تهديد إلكتروني وصل إلى صحافييها. في هذا الإطار، صرّحت ريسا في الخطاب الذي ألقته عام 2021 في معرض قبولها لجائزة نوبل للسلام: “ما يحدث على وسائل التواصل الاجتماعي لا يبقى هناك […] فالعنف على الإنترنت هو عنف يتجسّد على أرض الواقع.”

5.    مساءلة المنصات: يمكن أن تكون مساءلة المنصّات بشكل علني خياراً أكثر أماناً من المجاهرة بمعارضة الحكومات. في هذا الإطار، تحدّثت ريسا، في خطاباتها العامة ومع شركات وسائل التواصل الاجتماعي مباشرةً، عن مسؤوليات هذه الشركات في دعم الديمقراطية، ومكافحة المعلومات الخاطئة، والتخفيف من الإساءات التي يواجهها الصحافيون على الإنترنت.

لمعرفة المزيد عن الاستراتيجيات التي اعتمدتها ريسا لحماية نفسها، راجع/ي هذه السلسلة من المبادرات ودراسات الحالة التي نشرتها اليونيسكو.

 

كتب هذه الصفحة كل من المعهد الديمقراطي الوطني ونادي القلم الأميركي، بدعم من محمد المسقطي، ومراجعة وتنقيح إيلا ستايبلي من سيسكن لابز (Siskin Labs).