Skip to content


عندما تستعدّ/ين لمواجهة التحرّش الإلكتروني، عليك بإنشاء مجموعة خاصة (ليس في موقع عام) داعمة من الأصدقاء، والزملاء، والحلفاء الرقميين الذين يمكنهم أن يكونوا متواجدًين لمساعدتك و دعمك أثناء تعرّضك للتحرّش على الإنترنت (والذين ستقدّم/ين لهم الدعم بدورك أيضاً.)

تتعلق المعلومات التالية بكيفية إنشاء مجموعات على الإنترنت تحديداً. صحيح أنّ هذه المجموعات قد تتقاطع مع شبكات اجتماعية أخرى موجودة في حياتك، لكنها قد تشكّل في الوقت نفسه أدوات مسعفة يمكنك الاعتماد عليها عندما تتصاعد وتيرة الإساءات الموجّهة ضدك على الإنترنت، أو تدخل الحيّز العام.

      1.  حدّد/ي جماعتك

إذا كنت ناشطاً/ة على وسائل التواصل الاجتماعي فهذا يعني أنك تشارك/ين في واحدة أو أكثر من المحادثات في مجموعات الفيسبوك أو المنتديات الإلكترونية المخصّصة للمواضيع والقضايا التي تهمّك أو التي تكتب/ين عنها.

تُعتبر هذه الشبكات الاجتماعية التي اخترتها بعناية مجموعات بالغة الأهمية يمكنك الاعتماد عليها إذا تعرّضت لهجمات على الإنترنت، أو إذا كنت تريد/ين دعم أشخاص آخرين يتعرّضون للمضايقة عبر الإنترنت تبعاً لطبيعة تواصلك مع الآخرين على الإنترنت.

كن/كوني حذراً/ة بشأن ما تنشره/ينه على المجموعات الإلكترونية كونها قد لا تكون آمنةً تماماً في الأوقات كافة. في الواقع، كلما كان موضوع المحادثة حساساً، ازدادت أهمية أن تتواصل/ي مع الأشخاص الموثوق بهم في المجموعة باستخدام أدوات الاتصالات الفردية الآمنة.

إذا لم تكن/تكوني ناشطاً/ة كثيراً على وسائل التواصل الاجتماعي أو في غرف الدردشة، ولكنك ترغب/ين مع ذلك في الانضمام إلى مجموعة من الكتّاب أو الأشخاص الآخرين على الإنترنت، ابدأ/ي بمعارفك في العالم الحقيقي، تواصل/ي مع أصدقائك وصديقاتك من الكتّاب أو المعارف الموثوقين، واسألهم إذا كانوا ينتمون إلى أي مجموعات إلكترونية آمنة تبحث عن أعضاء جدد، والأفضل أن يكون ذلك على منصّات مثل سيغنال.

فإذا فشلت كل الحيل… أنشئ/ي مجموعتك الخاصة على الإنترنت! فحياة الكتّاب والصحافيين المستقلين[1] غنية بالمعارف والعلاقات التي تستحقّ أن تتجسّد في فضاء الإنترنت.

من سبل التشبيك المحتملة ما يلي:

  • أي مجلة أو مطبوعة موثوقة ومستقلة نشرت عملك، على شبكة الإنترنت أو خارج نطاقها.
  • المحرّرون والمنقّحون والباحثون المستقلون الذين/اللواتي يمكن أن تكون/ي قد عملت معهم/نّ في الماضي، ولديك علاقة وطيدة معهم/نّ.
  • زملاء الدراسة السابقون الذين يعملون بشكل مستقل، أو الذين ترتبط أسماؤهم/نّ بمؤسسات إعلامية أو منظمات مجتمع مدني موثوقة، أو في حال كنت قد تخرّجت من برنامج صحافة أو درست الصحافة على مقاعد الجامعة.
  • أعضاء سابقون/ات في ورش كتابة شاركت فيها، يعملون بشكل مستقل، أو ترتبط أسماؤهم/نّ بمؤسسات إعلامية أو منظمات مجتمع مدني موثوقة.
   2. انشر/ي ملاحظة ضمن المجموعة بشأن التحرّش على الإنترنت

من الضروري أن تتحدّث المجموعات الإلكترونية عن التحرّش على الإنترنت، وتقرّ بتبعاته، قبل أن يبدأ هذا التحرّش فعلاً، فإذا كنت تثق/ين بمجموعة معيّنة على الإنترنت، أو على الأقل ببعض أعضائها الرئيسيين، وتعرف/ين أنهم سيدعمونك في المرة القادمة التي ستتعرّض/ين فيها لهذا النوع من الهجوم، بادر/ي إلى نشر رسالة في أوساط حلقة خاصة من معارفك.

قد يكون ذلك ضمن إطار قصة يمكن أن يطّلع عليها أصدقاؤك المقرّبون على إنستغرام أو مجموعة خاصة على فيسبوك. يمكن أن تتضمّن رسالتك المعلومات التالية:

  • إقرار صريح بوجود التحرّش على الإنترنت وبأنه يمثّل مشكلةً جسيمةً تحول دون إجراء حوارات منتجة على الإنترنت في أي منتدى إلكتروني.
  • قصة وجيزة توضّح كيف يؤثّر التحرّش الإلكتروني عليك شخصياً، لإضفاء طابع شخصي وسردي على القضية (إذا كنت مرتاحاً/ة إلى التحدّث عن ذلك فقط؛ فلا يشعر الجميع بالراحة عند التحدّث عن هذه الأمور، ولا بأس في ذلك).
  • نداء إلى المجموعة من أجل التحرّك مثلاً من الممكن بشكل عام أن تطلب/ي من أعضاء المجموعة التعهد بالمحافظة على بيئة خالية من التحرّش، كما يمكنك نشر طلب أكثر تحديداً، تطلب/ين فيه من الأشخاص التعهد بدعم كل من يطلب المساعدة أو التدخل أثناء تعرّضه لتحرّش عبر الإنترنت.
  • استخدام طرق الاتصال الفردي، مثل إنستغرام أو فيسبوك ماسنجر، لإرسال طلب خاص بجمع معلومات الاتصال إلى كل من يرغب في أن يُدرج اسمه على قائمة عناوين البريد الإلكتروني.

لكنّ هذه الخطوة تُعتبر أكثر حساسية، كون الكثير من الأشخاص لن يرغبوا ولأسباب وجيهة في الإدلاء بمعلومات شخصية حول كيفية الاتصال بهم، خاصةً لشخص لا يعرفونه جيداً (مع العلم أنّ هذا الأمر يشكّل، في مطلق الأحوال، جزءاً من النداء إلى الانضمام لمجموعات إلكترونية.)

لكن إذا كانت تربطك علاقات وطيدة بأشخاص في المجموعة خارج نطاق الإنترنت، أو إذا كان أعضاء المجموعة يعرفون بعضهم ويثقون ببعضهم جيداً، فإنّ تبادل معلومات الاتصال يمكن أن يسرّع عملية التدخل أثناء تعرّض أحدهم للتحرش على الإنترنت.

نصيحة الخبراء للنساء الكاتبات

خلصت هيئة الأمم المتحدة للمرأة إلى أنّ نصف مستخدمات الإنترنت تقريباً، في مختلف أنحاء منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، يخشين التعرض للتحرّش الإلكتروني ولا يشعرن بالأمان على الشبكة العنكبوتية.

هل أنت كاتبة تبحثين عن دعمٍ خارج نطاق مجموعتك الإلكترونية الاعتيادية؟ إليك بعض الأماكن التي يمكن أن تباشري فيها بالبحث:

  • يقدّم التحالف من أجل النساء في الصحافة الدعم من خلال برنامج إرشاد مهني.
  • شبكة ماري كولفن للصحفيات هي مجموعة إلكترونية من الصحفيات العربيات، تزوّد أعضاءها بالإرشاد والاستشارات المهنية، فضلاً عن الأدلة وفرص التشبيك من دون مقابل.
3. أنشئ/ي مكاناً منفصلاً حيث يمكنك الوصول بسهولة إلى أعضاء مجموعتك لدى وقوع أزمة ما.

قد يتمثل ذلك بمجموعة خاصة على فيسبوك، أو قائمة توزيع عناوين البريد الإلكتروني، أو سلسلة واتساب، أو غير ذلك.

في بعض الحالات، لعلّه من الأفضل صياغة مذكّرة مسبقاً لإرسالها مباشرة بمجرّد نشر كتاباتك وبدأ تعرضك للتحرش .

مثال عن مذكّرة يمكن كتابتها خلال التعرّض لأزمة:

“النجدة! سأنشر مقالاً عن حقوق المرأة اليوم. آخر مرة كتبت عن هذا الموضوع، تلقّيت موجةً كبيرةً من الكراهية على تويتر (استقى أشخاص عنوان منزلي ونشروه على الإنترنت، كما أمطروني بوابل من الافتراءات العنصرية). هل يمكن لأحد إضافة تعليق إيجابي على المقال في قسم التعليقات عند الثانية عشرة ظهراً بالتوقيت الشرقي، للمساعدة في إرساء نبرة التعليقات؟ لستم مضطرين إلى الموافقة على ما كتبته، ولكن كل ما يُكتب بنبرة محترمة ومن دون كلمات كراهية سيكون مفيداً!”

نصيحة الخبراء للصحفيين والصحفيات

إذا كنت تعرف/ين أنّ الموضوع الذي تغطيه/ينه مثير للجدل أو يمكن أن يحفّز على التعليق بكلمات مسيئة، تواصل/ي مع زملائك وزميلاتك من الصحفيين المستقلين، واطلب/ي منهم التفكير في كتابة تعليق بمجرّد نشر مقالك.

فقد أظهرت الأبحاث أنه إذا كانت التعليقات الأولية على مقال ما تنمّ عن اللباقة والتهذيب، فمن الأرجح أن تتّبع التعليقات اللاحقة نبرة تلك التي سبقتها لذا، على الصحفيين والصحفيات الذين يغطون قضايا محدّدة التفكير في مضافرة جهودهم مع صحفيين آخرين من منظمات إخبارية مستقلة وموثوقة أخرى، أو مع أفراد في المجتمع المدني يغطون القضايا نفسها، وهكذا عندما يبدأ المتحرّشون باستهدافك سيمكنك الاستفادة من هذه المجموعة للتدخل والمشاركة في المحادثة الإلكترونية.

4. ردّ/ي الجميل إلى مجموعتك الإلكترونية

في الفترات الهادئة نسبياً، عندما لا تكون/ين منهكاً/ة نتيجة الإساءات الموجهة ضدك على الإنترنت، احرص/ي على تقديم دعمك ومساعدتك للكتّاب والكاتبات الآخرين الذين يواجهون تحرّشاً إلكترونياً بدورهم. فعندما تتوحّد المجموعات الرقمية ضد هذا السلوك الإلكتروني السام، تشكّل قوةً لا يُستهان بها في وجه المجموعات والأفراد الذين يساهمون في استدامة الكراهية على الإنترنت.

للمزيد من المعلومات حول كيفية الاستفادة من المجموعات السيبرانية الداعمة أثناء تعرّضك للإساءة على الإنترنت، راجع/ي مقال نشر مجموعاتك السيبرانية الداعمة.

[1] يمكن تعريف الصحفي المستقل بالصحفي العامل خارج إطار المؤسسات ، الممارس للكتابة وإنتاج المحتوى المرتبط بالإعلام وأخبار الناس حول حقائق وموضوعات وقضايا عامة تنشر في وسائل الإعلام , ولكنه غير منتظم ولا موظف ولا يتبع مؤسسات بحد ذاتها ، وإنما يتعامل معها وفقا لنظام القطعة أو يدفع له مقابل الكتابه