عندما يتعرّض الكتّاب والصحافيون وموظفون آخرون للهجوم على الإنترنت بسبب عملهم، فمن مسؤولية أرباب عملهم- بما في ذلك الغرف الإخبارية والناشرون- أخذ هذه الإساءة على محمل الجدّ ومساعدتهم على التعامل معها. نقدّم إليكم في ما يلي أفضل الممارسات لأصحاب العمل لحماية ودعم الموظفين الذين يواجهون الإساءة على الإنترنت.
● خمس خطوات للمدراء
● عشر خطوات للرؤساء: التقييم، الاتصال، التتبّع، الدعم
● السياسات والبروتوكولات
يعتمد الكتّاب والصحافيون على الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي لصياغة أعمالهم، ونشرها، والدعاية لها، مما يعود لفائدة لمحرّريهم، وناشريهم، وغرف الأخبار التي يعملون فيها أيضاً. لكنّ المشاركة بنشاط والظهور بقوة في المساحات الإلكترونية، حيث يدور القسم الأكبر من الخطاب العام اليوم، يعرّض الكتّاب والصحافيين للإساءة على الإنترنت، خاصةً إذا كانوا من مجموعات مهمّشة، كالنساء مثلاً. ولا يخفى على أحد أنّ الإساءة الإلكترونية تضرّ أيضاً بالفرص المهنية للصحافيين والناشطين، كما تؤثّر سلباً على مساعيهم لإثبات وجودهم في المجتمع المدني. ينطبق هذا الأمر بشكل خاص على الإساءات الصادرة عن مؤسسات الدولة أو الجهات ذات الدوافع السياسية، خاصةً وأنّ مثل هذه الإساءة ستؤدي إلى كتم صوت مجموعات لطالما كانت غير ممثّلة كما ينبغي في القطاع الإبداعي والإعلامي. فتكون النتيجة، في أغلب الأحيان، لجوء الصحافيين والناشطين إلى الرقابة الذاتية خوفاً من تعرّضهم للعنف خارج نطاق الإنترنت.
غالباً ما يعاني الأشخاص الذين يختبرون إساءة على الإنترنت في صمت. ومردّ ذلك جزئياً إلى أنّ التحرّش والمضايقات ما زالت مقترنة بقدر كبير من الوصمة والعار،سواء أكان ذلك على الإنترنت أم في الحياة الواقعية. فالعديد من الأشخاص الذين يتعرّضون لهجوم غير متناسب على الإنترنت يكونون مهمّشين في مساحات أخرى أيضاً، وبالتالي، تكون مخاوفهم مشروعة عندما يقولون إنهم يخشون أن يتمّ طردهم أو معاقبتهم. من هذا المنطلق، يتحمّل أرباب العمل مسؤولية نشر ثقافة يشعر فيها الموظّفون بالتقدير، والحماية، والدعم. الجيّد في الموضوع أنّ هناك عدة خطوات يمكن لأصحاب العمل اتّخاذها لمساعدة فرقهم على الاستعداد لمواجهة الإساءة على الإنترنت، والتعامل معها، والتخفيف من ضررها.
خمس خطوات للمدراء
التواصل والإصغاء: تواصل/ي بشكل استباقي مع الموظفين لمناقشة موضوع الإساءة عبر الإنترنت، والاطمئنان على حالهم، والإصغاء باهتمام إلى مطالبهم. تذكّر/ي أنّ بعض الأشخاص- تبعاً لهويتهم أو لتجاربهم في الحياة- قد يفضّلون عدم لفت الأنظار إلى وضعهم خوفاً من الانتقام أو من زيادة في التدقيق، فحافظ/ي على التكتّم. بالإضافة إلى ذلك، من بالغ الأهمية إشراك الموظفين الذين يتعرّضون للإساءة على الإنترنت في كل قرار يمكن أن يؤثّر عليهم، خاصةً إذا كان يتعلق بكشف ما يحدث لهم علانيةً والتواصل مع جهات إنفاذ القوانين.
- الاطمئنان على الموظف/ة كلٌ على حدة: إذا سمعت أو شهدت أنّ موظفاً/ة يتعرّض للإساءة على الإنترنت، تواصل/ي معه/ا على حدة، مع إعطائه/ا خيار دعوة زميل موثوق أو ممثّل عن قسم الموارد البشرية إلى الاجتماع.
- “الفحوصات الصحية” خلال الاجتماعات: خصّص/ي وقتاً خلال الاجتماعات المشتركة بين الأقسام أو اجتماعات الفريق، ليعبّر الموظفون عن أي مخاوف قد تكون لديهم أو يتحدّثوا عن تجاربهم مع الإساءة على الإنترنت.
2. تقييم الخطر: تعاون/ي عن كثب مع الموظفين المستهدفين لقياس مستوى التهديدات ضد السلامة الشخصية (سلامتهم وسلامة أسرهم وموظفين آخرين)، فضلاً عن الخطر الذي يهدّد المؤسسة بشكل عام. قد تدعو الحاجة إلى استشارة موظفي الأمن في المؤسسة، أو الاستعانة بشركة أمنية محترفة، أو الاتصال بجهات إنفاذ القوانين، و/أو تأمين سكن بديل ومؤقت. مرةً جديدةً، نذكّرك بضرورة إشراك الموظفين المعنيين في كل قرار يتعلّق بأمنهم. حاول/ي عقد اجتماع مع موظفيك لمراجعة ورقة العمل.
3. نمذجة التهديد التي أعدّتها مؤسسة الحدود الإلكترونية أو راجع/ي التوجيهات المفصّلة الخاصة بالغرف الإخبارية بشأن تقييم المخاطر (بالإنجليزية).
4. التوثيق أو تفويض مساعد: إذا كان الموظف المستهدف مرتاحاً إلى ذلك، حاول/ي منحه استراحةً من رؤية رسائل الإساءة الإلكترونية والتعامل معها، عن طريق طلب المساعدة مؤقتاً من زميل له يثق به لكي يتولى إجراءات الرصد، والتوثيق، والإبلاغ، والحظر، والكتم. تُمكّن بعض منصات وسائل التواصل الاجتماعي من الدخول إليها عن طريق شخص “مفوّض”، مثل:
- تويتر: باستخدام برنامج “تيمز” في “تويت ديك”، يمكنك إعطاء الإذن لعدة أشخاص بالدخول إلى حساب بدون استخدام كلمة السر نفسها، مع تحديد مستوى الدخول كـ”صاحب الحساب” أو “المدير” أو “المساهم”.
- فيسبوك: بالنسبة إلى صفحات فيسبوك (لا ينطبق ذلك على ملفات فيسبوك الشخصية)، يمكنك منح مستخدمين آخرين إمكانية الدخول كـ”مدراء“.
- إنستاغرام: إذا كان لديك حساباً تجارياً على إنستاغرام، هناك عدة طرق مختلفة لمنح مستخدمين آخرين حقّ الدخول إلى حسابك أو صفحتك.
- يوتيوب: يمكن لصاحب المحتوى (أي المستخدم) دعوة مستخدمين آخرين إلى إدارة محتواه من خلال إنشاء حساب “مدير” ومنحهم حقّ الدخول إلى الحساب، مع إمكانية إلغاء ذلك لاحقاً.
للحصول على معلومات مفصّلة بشأن الرصد، والتوثيق، والإبلاغ، والحظر، والكتم، راجع/ي القسم المتعلق بالاستجابة في كتيّبنا.
1. نشر سياسات وبروتوكولات وموارد: احرص/ي على أن يعرف الموظفون أنّ هناك سياسات وبروتوكولات وموارد متعلقة بالإساءة على الإنترنت، والسلامة الرقمية، ووسائل التواصل الاجتماعي، وأنّ باستطاعتهم الاطلاع عليها بسهولة. بالنسبة إلى الغرف الإخبارية، يقترح المعهد الدولي للصحافة صياغة قسم مخصص (بالإنجليزية) يركّز على المواضيع المذكورة آنفاً، ضمن إنترنت المؤسسة أو كتيّب الموظفين.
2. التصعيد: تعتمد معظم المنصات الرقمية، من وسائل التواصل الاجتماعي إلى البريد الإلكتروني وتطبيقات المراسلة، آليات تسهّل الإبلاغ عن الإساءة الإلكترونية. لكن في بعض الأحيان، تفشل هذه الآليات في تحقيق مبتغاها. فقد يكون من الصعب على الأفراد الاستحواذ على انتباه منصة ضخمة. أما المنظمات، فيكون لها غالباً معارف في الشركات التكنولوجية يمكنها التواصل معهم مباشرة. فإذا بلّغ موظّف عن محتوى مسيء ينتهك بشكل واضح شروط خدمة المنصة، ولم ينجح رغم ذلك في حمل المعنيين على حذف هذا المحتوى، فإنّ تصعيد هذه القضية لدى نقاط الاتصال في الشركة التكنولوجية نفسها يمكن أن يحدث كل الفرق. فكّر/ي أيضاً في التواصل مع خط مساعدة لمنظمة تُعنى بالأمن الرقمي، مثل سمكس (SMEX) وآكسس ناو (Access Now)، للتحدّث مع خبير في شؤون الأمن الرقمي قد تكون لديه معارف في شركة تكنولوجية عملاقة.
10 خطوات للرؤساء: التقييم، الاتصال، التتبّع، الدعم
التقييم
1. تقييم النطاق
وزّع/ي استبياناً على الموظفين والموظفات لمعرفة: إلى أي مدى يتعرّضون للإساءة على الإنترنت وعلى أي منصات؛ أي أنواع من التكتيكات تُستخدم ضدهم؛ الآثار العاطفية، والنفسية، والمهنية التي يُحدثها هذا الأمر فيهم؛ وكيف يمكن للمؤسسة أن تقدّم لهم الدعم. يمكن أن يكون هذا الاستبيان غير رسمي، مع إمكانية ملئه بدون ذكر الأسماء. في هذا الإطار، أعدّ نادي القلم الأميركي عيّنةً عن الأسئلة التي يمكن للمنظمات استخدامها أو تعديلها بهدف توزيع استبيانات غير رسمية، بدون إلزام الأشخاص بذكر أسمائهم. قد تتفاجأ/ين بعدد الموظفين الذين يتأثرون بالمضايقات على الإنترنت في حياتهم اليومية.
الاتصال
2. الإقرار بالضرر الحاصل
على الرؤساء التوضيح أنهم يأخذون مشكلة الإساءة على الإنترنت على محمل الجدّ، وأنهم يتوقّعون من المدراء والزملاء القيام بالمثل. يُعتبر هذا الأمر بالغ الأهمية لنشر أجواء يشعر فيها الموظفون بما يكفي من الأمان والدعم للتقدّم بشكوى عند التعرّض لمضايقات على الإنترنت. يمكن الإعلان عن هذا الالتزام في رسائل البريد الإلكتروني التي تُرسل إلى جميع الموظفين، والاجتماعات التي يحضرونها، مع ضرورة تفعيله عبر تطبيق بعضٍ من الخطوات الموجزة هنا، وترسيخه من خلال طرق تعامل المدراء ومسؤولي الموارد البشرية مع كل حالة على حدة.
3. إنشاء فرقة عمل
شكّل/ي فرقة عمل تضمّ موظفين وموظفات من مختلف الخلفيات، والخبرات، والمهارات، لتوزيع الأعباء والمسؤوليات المتعلقة بإدارة الإساءة على الإنترنت. فمن الضروري توفّر مجموعة متنوّعة من المهارات ومجالات الخبرة لتطبيق آليات حماية واستجابة متينة ووضعها بتصرّف الموظفين الذين يواجهون إساءة على الإنترنت؛ زد على أنّ هذه المهمّة قد تتطلّب الكثير من الوقت كما قد تكون مضنية عاطفياً. في أفضل الأحوال، يجب أن تضمّ فرقة العمل ممثّلين عن أقسام: القيادة العليا، الأمن، تكنولوجيا المعلومات، وسائل التواصل الاجتماعي/ إشراك الجمهور، والتحرير. في هذا الإطار، يقدّم المعهد الدولي للصحافة توجيهات أكثر تفصيلاً خاصة بالغرف الإخبارية (بالإنجليزية).
4. تحديث البروتوكولات والسياسات
في بعض الأحيان، يجهل الموظفون والموظفات إلى من يلجؤون، أو ماذا يفعلون، لدى مواجهة الإساءة على الإنترنت. من هنا، إذا كانت هناك بروتوكولات وسياسات واضحة- حول كيفية التعامل مع الإساءة، وتشديد الأمن الرقمي، واستخدام وسائل التواصل الاجتماعي باحتراف-، يمكن أن يشعروا بمزيد من الأمان والقوة. لذا، على أرباب العمل إدراج هذه السياسات والبروتوكولات في كتيّبات داخلية أو كتيّبات للموظفين، ونشرها على الإنترانت وقنوات سلاك، وتشجيع المدراء، ومسؤولي الموارد البشرية، وتكنولوجيا المعلومات، وموظفي وسائل التواصل الاجتماعي على تعزيزها ونشرها. فكّر/ي بتوظيف خبير في شؤون الأمن الرقمي من منظمات مثل سمكس (SMEX) أو آكسس ناو (Acessnow) لتقييم مدى صلابة سياسات واستراتيجيات الأمن الرقمي المطبّقة حالياً في مؤسستك. راجع/ي أدناه لتكوين لمحة عن السياسات والبروتوكولات ذات الصلة بعملك، مع الأمثلة.
التتبع
5. إعداد آلية للإبلاغ
طوّر/ي آلية إبلاغ داخلية لكي يتمكّن الموظفون والموظفات من الإبلاغ عن الإساءة التي يتعرّضون لها على الإنترنت بشكل آمن وسري. في هذا الإطار، يمكن لفرقة العمل المذكورة أعلاه أن توضّح أنواع الإساءة التي يجدر بالموظفين الإبلاغ عنها، ورصد آلية الإبلاغ بشكل منتظم، وضمان المتابعة السريعة بواسطة الموارد والدعم. كما يمكن لآلية الإبلاغ أن تساعد أرباب العمل على تحديد أنماط الإساءة (فمن المحتمل أنّ عدة موظفين يتعرّضون للاستهداف من قبل المتحرّش نفسه) وتقييم التهديدات (مع ضرورة التمييز بين شخص يتصرّف بقلة تهذيب ومتحرّش له تاريخ طويل من العنف). يمنح هذا الأمر الموظفين مكاناً يلجؤون إليه إذا كانوا متردّدين بشأن التحدّث مع مديرهم. جدير بالذكر أنّ آلية الإبلاغ قد تكون بسيطةً كحساب بريد إلكتروني أو قناة سلاك مخصصة لتلقي الشكاوى، أو على درجة من التعقيد كاستمارة غوغل حيث تُملأ قاعدة بيانات الحوادث تلقائياً. نذكّر هنا أنّ المعهد الدولي للصحافة يقدّم توجيهات أكثر تفصيلاً للغرف الإخبارية. في مطلق الأحوال، أياً كانت آلية الإبلاغ التي تقرّر/ين استخدامها، تأكّد/ي من اتّخاذ الخطوات اللازمة لضمان أمن حساباتك الإلكترونية، من خلال اتّباع التعليمات في قسم الاستعداد جيداً من كتيّبنا.
الدعم
6. تنظيم تدريبات
مع أنّ معظم الموظفين يعتمدون على الأدلة الرقمية للعمل (كالبريد الإلكتروني، وتطبيقات المراسلة، ومحركات البحث، ووسائل التواصل الاجتماعي)، إلا أنّ قلةً منهم يتلقون تدريباً مناسباً حول كيفية القيام بذلك بطريقة آمنة ومحترفة. لذا، عليك بتمكين الموظفين والعاملين المستقلين وإعلامهم بوجود خطوات ملموسة يمكنهم اتّخاذها لحماية أنفسهم وإبداء ردود الفعل المناسبة عندما يتعرّضون للهجوم. من المواضيع المحتملة لهذه التدريبات: الأمن الرقمي (بما في ذلك استراتيجيات مكافحة القرصنة واستقاء المعلومات الشخصية)، والدفاع عن النفس ضد الإساءة على الإنترنت، وتدخل المتفرج.
7. عرض موارد وخدمات ملموسة
هناك أدوات وموارد وخدمات فعالة يمكن أن تساعد الموظفين والموظفات على الاستعداد جيداً للإساءة الإلكترونية والتخفيف من أضرارها، لكنّ الكثير منها مكلف. ففكّر/ي في تغطية التدريبات التالية، أو تقديم إعانة مالية لتسهيل المشاركة فيها:
- برامج إدارة كلمات المرور (مثل “Bitwarden” و”keepassxc“): تساعد الموظفين على حماية حساباتهم الشخصية وحسابات المؤسسة ضدّ عدة مخاطر مثل القرصنة وانتحال الشخصية؛
- دعم تكنولوجيا المعلومات: خبراء ضمن المؤسسة أو أطراف ثالثة خبيرة يساعدون الموظفين المستهدفين على تشديد أمنهم الرقمي؛
- رعاية الصحة النفسية: يمكن أن تساعد الاستشارات النفسية على معالجة الآثار التي قد تخلّفها الإساءة الإلكترونية على الصحة النفسية والجسدية؛
- إذا كان ذلك متاحاً، تبيّن/ي إذا كانت خطة الضمان الصحي للموظفين تخوّلهم الاستفادة من خدمة متخصصة في الصحة النفسية و/أو تطبيق مثل “Shezlong” أو “Ilajnafsy” (علاج نفسي).
- شجع/ي الموظفين على اعتماد ممارسات تخفّف من القلق من خلال استخدام تطبيقات للتأمل والرعاية الذاتية، مثل “Tanaffas” (تنفّس) أو “Tawazon” (توازن).
- المشورة القانونية: قد تكون الاستعانة بالقانون للتخفيف من الإساءة الإلكترونية معركةً شاقة. تبعاً للبلد الذي تعيش/ين فيه، قد تكون هناك أشكال محدّدة من التحرّش التي يمكن التعامل معها عن طريق النظام القضائي، مثل التعقب عبر الإنترنت، أو نشر صور حميمة بدون رضى الطرف المعني، أو توجيه تهديدات حقيقية بالعنف. حكّم/ي عقلك، لا سيّما وأنّ سبل الانتصاف القانونية ليس دوماً متوفّرة للصحافيين والناشطين العاملين على قضايا حساسة، كانتهاكات حقوق الإنسان مثلاً. من الخطوات الأولى المناسبة في هذا الإطار اللجوء إلى محامي موثوق في المنطقة أو المحلة، لمعرفة ما إذا كانت هناك سبل انتصاف قانونية يمكن الاستفادة منها.
- إرشادات مجانية: مثلاً، من نادي القلم الأميركي (PEN America)، ولجنة حماية الصحافيين، والمعهد الدولي للصحافة. يمكنك أيضاً إيجاد قائمة منظمات إقليمية على هذه الصفحة من كتيّبنا.
8. إدارة المحتوى
إذا كانت مؤسستك تتوقّع من موظّفيها التعبير عن أنفسهم من خلال المدوّنات الإلكترونية، أو المقالات، أو قنوات وسائل التواصل الاجتماعي الخاصة بها- أي على منصّات تتيح للجمهور تدوين تعليقات- يمكنك حمايتهم من التحرّش والمضايقة من خلال تشديد سياسة إدارة المحتوى. صحيح أن تعزيز النقاش أمر مهمّ، لكن من العدل أيضاً تحديد ما هو مسيء برأيكم، وتقرير كيف سيتمّ التعامل مع هذه التعليقات.
9. تشجيع شبكات دعم الأقران
يُقصد بالإساءة على الإنترنت أن تدفع بالمستهدَف إلى العيش في عزلة شديدة. لذا من بالغ الأهمية تخصيص مساحة آمنة للموظفين للتنفيس، وتبادل الخبرات والاستراتيجيات. شجّعهم على مضافرة جهودهم وإنشاء مجموعة دعم للأقران، من خلال قناة “سلاك” أو مجموعة دردشة (بالإنجليزية) أو برنامج إرشادي (بالإنجليزية). تأكّد/ي من أنّ موظفيك المشاركين في دعم الأقران يملكون ما يكفي من الوقت والقدرة على التواصل مع الرؤساء، لتطبيق معارفهم المكتسبة بمشقة، بهدف تحسين السياسات والبروتوكولات والموارد في مختلف أنحاء المؤسسة. لكن، نظراً إلى المخاوف الأمنية السائدة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، لا يشعر الجميع بارتياح إلى الانضمام إلى شبكة لدعم الأقران. لهذا، يمكنك أيضاً تشجيع الموظفين على إنشاء مجموعات دعم إلكترونية خاصة بهم خارج نطاق عملهم. من الأمثلة العالمية على ذلك رويترز التي أنشأت شبكة لدعم الأقران (بالإنجليزية) في 2015، ضمن إطار البرنامج العالمي للصدمات النفسية. يقدّم هذا البرنامج خدمات علاج نفسي على مدار الساعة إلى موظفي رويترز والمتعاقدين معها ممّن يعانون من إجهاد العمل/الحياة، والقلق، واليأس والصدمات النفسية، بما في ذلك الضيق الناتج عن المضايقة الإلكترونية.
10. إصدار بيان دعم
إذا تعرّض موظفون للمضايقة بسبب عملهم، فهناك احتمال كبير أنّ المتحرّشين يسعون إلى طردهم من عملهم، أو تخويفهم لدفعهم إلى الرقابة الذاتية، أو حتى إيذاء رئيسهم في العمل. جدير بالذكر أنّ دينامية القوى السائدة بين مستهدف وحيد والعصابة التي تقوم بالتحرّش (وغالباً ما تكون هذه الهجمات منسّقة) غير متكافئة إلى حدّ بالغ. لذا، أخبر/ ي الموظفين أنك موجود/ة لدعمهم من خلال التعبير عن موقفك بشكل واضح ضدّ الكراهية والمضايقة على الإنترنت. قد يتّخذ ذلك شكل بيان يصدر لمرة واحدة، كما هو موجز في صفحة “التمرّن على الخطاب المضاد” من كتيّبنا.
السياسات والبروتوكولات
1. السياسة الخاصة بوسائل التواصل الاجتماعي
إذا كنت تتوقع/ين أن يكون للموظفين حضور على وسائل التواصل الاجتماعي، فأنت بحاجة إلى سياسة ترعى أصول استخدام وسائل التواصل الاجتماعي. في قطاع الإعلام، تتّسم العديد من هذه السياسات بطابع الفرض والردع، مركّزةً بشكل حصري على ما ينبغي ألا يقوم به الموظفون على وسائل التواصل الاجتماعي. في المقابل، تقدّم السياسة التوجيهية والشمولية إرشادات إلى كيفية التعامل مع الإساءة الإلكترونية. من هنا، على سياسة وسائل التواصل الاجتماعي أن تتضمّن ما يلي:
- مدوّنة قواعد السلوك لاستخدام وسائل التواصل الاجتماعي بهدف مزاولة العمل بطريقة آمنة ومناسبة؛
- أصول الإعلان عن الآراء الشخصية في الأوساط العامة، بما في ذلك الآراء السياسية؛
- إعادة نشر تغريدة أو محتوى آخر متعلق بوسائل التواصل الاجتماعي؛
- كيفية الاستجابة للكراهية والمضايقة، وتحديد توقعات المؤسسة.
2. البروتوكول و/أو السياسة الخاصة بالأمن الرقمي
نادراً ما يتلقى الموظفون توجيهات حول كيفية استخدام الأدوات الرقمية بطريقة آمنة، واحترافية، وتحافظ على الخصوصية، كالبريد الإلكتروني، وتطبيقات المراسلة، ومحرّكات البحث، ووسائل التواصل الاجتماعي. من هنا، إنّ اعتماد بروتوكول خاص بالأمن الرقمي للموظفين يمكن أن يمنع أنواعاً معيّنة من المضايقة الإلكترونية ويخفّف من آثارها. على هذا البروتوكول أو السياسة- الذي ينبغي أن تفكّر/ي في إضفاء الطابع الإلزامي عليه- أن يتضمّن معلومات عن:
- كيفية المحافظة على حسابات آمنة على البريد الإلكتروني ووسائل التواصل الاجتماعي، بما في ذلك أصول اختيار كلمات السر واعتماد خاصية التحقّق بخطوتين؛
- كيفية الوقاية من استقاء المعلومات الشخصية، كتنظيف تاريخ الحسابات وحذف المعلومات الخاصة؛
- كيفية التواصل بشكل آمن مع المصادر من إعداد مؤسسة الحدود الإلكترونية.
3. سياسة كتابة العناوين
تعتمد كافة المنشورات على عناوين جذابة للفت انتباه الجمهور وحث القرّاء على زيارة مواقعها الإلكترونية. لكن عندما يتمّ انتقاء العناوين لتكون تحريضية أو خلافية عمداً، فإنّ كاتب المقال- لا المحرّر الذي اختار العنوان- هو الذي يصبح هدفاً للمضايقات الإلكترونية الخبيثة. من هنا، يمكن قطع شوط طويل نحو منع الضرر من خلال اعتماد سياسة واضحة لكتابة العناوين، تأخذ في الاعتبار رأي الكاتب فضلاً عن تاريخه مع المضايقات على الإنترنت.
4. نظام إدارة التعليقات والتوجيهات المجتمعية (راجع الخطوة 8 أعلاه)
إذا كانت منظمتك تتوقع من الموظفين التعبير عن أنفسهم على المنصات التي تسمح للجمهور بالتعليق (كالمدونات الإلكترونية والمقالات إلخ.)، يمكنك حمايتهم من المضايقة من خلال صياغة توجيهات مجتمعية واضحة وتطبيقها. في هذا الإطار، تقدّم المؤسسات الإعلامية التي جدّدت طريقة إدارة التعليقات، مثل وول ستريت جورنال وبي بي سي للرياضة(BBC Sports)، نموذجاً يمكن الاستلهام منه. في ما يلي بعض الأفكار:
- صياغة توجيهات مجتمعية واضحة ونشرها في أعلى أقسام التعليقات (مثلاً، راجع/ي القواعد المجتمعية لوول ستريت جورنال بالإنجليزية). فقد أثبتت الأدلة (بالإنجليزية) أنّ نشر هذا النوع من السياسات كأوّل تعليق في قسم التعليقات يمكن أن يحول دون أنواع معيّنة من المضايقات الإلكترونية، كما يعزّز مشاركة الجمهور.
- حصر إمكانية التعليق بالأعضاء/ المشتركين فقط.
- الحدّ من عدد التعليقات التي يمكن لجمهورك التعليق عليها و/أو مقدار الوقت الذي يمكنهم التعليق خلاله.
- تطبيق التوجيهات بشكل صارم للحدّ من المضايقات. يمكن للمنظمات التي تملك ما يكفي من الموارد أن تستعين بأشخاص مدرَّبين على إدارة المحتوى. أما تلك ذات الموارد المحدودة، فيمكنها تجربة نظام يقوم على مشاركة الموظفين في إدارة محتوى مقالات بعضهم، عوضاً عن إدارة التعليقات على مقالاتهم الخاصة. إعطاء الأولوية للشفافية والتواصل مع جمهورك بشكل منتظم وواضح للتأكّد من أنه يفهم كيف ولماذا يتمّ تنفيذ هذه التوجيهات.
بالإضافة إلى ذلك، يمكن لأدوات إدارة المحتوى التي تعتمد على التعلّم الآلي- مثل Coral Project، Perspective، Sentropy (كلها بالإنجليزية)- أن تساعد الأشخاص المسؤولين عن إدارة المحتوى في تنفيذ سياسات أكثر فعالية على نطاق واسع.
1. السياسة الخاصة بالعاملين المستقلين/ المتعاقدين
إذا أصبح أحد الأشخاص العاملين لحسابهم الخاص هدفاً للمضايقة عبر الإنترنت بسبب مقالٍ نشره أو كتبه لمؤسستك، فهو يستحق الحماية والدعم نفسيهما اللذين يحصل عليهما الموظفون. لا بدّ من السياسة أن تحدّد، بوضوح، مقدار الدعم الذي يجب أن يحصل عليه العاملون المستقلون، ولكم من الوقت. فاعتماد سياسة خاصة بالعاملين المستقلين، حتى وإن كانت غير رسمية، يمكن أن تسهم التقييم لهؤلاء الأشخاص عندما يلجؤون إليك للحصول على الدعم خلال تعرّضهم للمضايقة عبر الإنترنت. في ما يلي بعض التوجيهات العامة التي يمكن اتّباعها:
- وضع طريقة لتقييم خطورة المضايقة على الإنترنت التي يتعرض لها العامل المستقل، وما إذا كان ذلك يستحق تدخل المنظمة أم لا.
- تحديد فترة زمنية منطقية تنطبق فيها سياسات المضايقة على الإنترنت، السارية داخلياً، على العاملين المستقلين، بعد انتهاء عقد عملهم.
- الارتكاز على هذا المورد الرائع من مركز دارت للصحافة والصدمات النفسية وتحالف ثقافة الأمان، بعنوان: تعزيز القدرة على الاستمرارية: دليل إلى المحرّرين ومدراء الأخبار العاملين مع الصحافيين المستقلين المعرّضين للصدمات النفسية (بالإنجليزية) الذي يوضّح طرق تقديم الدعم قبل المهام، وخلالها، وبعدها.
نشجّع كل من يعمل في مجالي الأدب أو الصحافة التحدّث عن الأفكار الواردة أعلاه مع المدراء الذين يثقون بهم، وأقسام الموارد البشرية، والشبكات المهنية، والزملاء الموثوقين. لا يُقصد من هذه التوجيهات أن تكون بمثابة أوامر، بل نقطة انطلاق للمؤسسات لتصوغ البروتوكولات والسياسات والعمليات الخاصة بها لمعالجة الإساءة على الإنترنت.
لقد صاغ نادي القلم الأميركي هذه التوجيهات من خلال تدريب موسّع مرتكز على التجارب، شارك فيه الآلاف من الأشخاص المستهدفين بالإساءة على الإنترنت، كما عمل مع عشرات المنظمات والناشرين لتحسين السياسات والبروتوكولات الخاصة بحماية الموظفين ودعمهم. نحن شاكرون على الموارد التي قدّمها مشروع المعهد الدولي للصحافة بعنوان “Newsrooms OnTheLine“، فضلاً عن الأفكار المتعمّقة لكلّ من رويترز، نيويورك تايمز، ذا غارديان، بوليتيكو، فوكس، وعدة مؤسسات إعلامية أخرى تعمل من أجل حماية ودعم الموظفين الذين يواجهون الإساءة.