Skip to content

استقاء المعلومات الشخصية (أو الدوكسينج باللغة الإنجليزية)- أي الكشف عن المعلومات الشخصية أو الحساسة لشخص أو جهة ما وهو تكتيك يستخدمه المتحرّشون عبر الإنترنت الذين يرغبون في استهداف بعض الأفراد و تعريضهم  لهجمات لاحقة أخرى.

يستغلّ المتصيّدون هذه الحالة لتتبّع ونشر عنوان منازل الأفراد المستهدفين أو أرقام هواتفهم، أو مكان عملهم، أو اسم المدرسة الابتدائية التي يرتادها أطفالهم، أو أي معلومات شخصية أخرى يمكن أن يجدوا إليها سبيلاً.

صحيحٌ أنّ بعض هذه المعلومات قد يكون موجوداً بمتناول الجميع في قواعد بيانات أو مواقع إلكترونية عامة، إلا أنّ المتحرّش الإلكتروني يتقصّد عادةً أن ينشرها على الملأ  بهدف تهديد ضحيته، أو مضايقتها، أو تصعيد وتيرة الإساءة ضدها.

يُعتبر الكُتّاب والصحافيين الذين يكتبون عن مواضيع مثيرة للجدل أكثر عرضةً لاستقاء معلوماتهم الشخصية. لكن لحسن الحظ هناك عدة خطوات يمكنك القيام بها لحماية نفسك:

  • اكتب/ي اسمك في محرّك غوغل. و ابحث/ي عن أشكال مختلفة من اسمك، أو رقم هاتفك، أو عنوان منزلك، أو كنيتك على منصّات الإنترنت، لكن تأكّد/ي أولاً من عدم تسجيل دخولك إلى غوغل (كونه غوغل قادراً على تحريف نتائجك).

يمكنك أن تجرّب/ي محرّكات بحث أخرى، مثل ياهو، أو لمزيد من الأمان، إستخدم/ي داك داك غو (DuckDuckGo).

استفيد/ي من نصائح البحث التي يقدّمها غوغل. ما هي أنواع المعلومات التي تراها؟ هل يوجد شيئاً مفاجئ؟ هل ترى حسابات وسائل التواصل الاجتماعي الخاصة بك، أو السيرة الذاتية، أو صفحات الويب الخاصة بك؟ يمكنك أيضاً أن تكتشف/ي كيف يتم البحث عن اسمك على صفحات وسائل التواصل الاجتماعي، مثل فايسبوك.

  • أرصد/ي عمليات تسريب البيانات. في حال سُجّل خرق كارثي للبيانات، ستكون معلوماتك الشخصية معرّضة للخطر، يمكنك أن تكتشف/ي إذا كان بريدك الإلكتروني قد تعرّض لعملية خرق كبيرة للبيانات عبر زيارة موقع Haveibeenpwned.com

إذا تبيّن لك أنّ أياً من حساباتك قد تعرّض للاختراق، غيّر/ي كلمة المرور الخاصة بك في الحال ولا تستخدمها مجدّداً، يمكنك أيضاً تشغيل نظام إنذار على الموقع المذكور آنفاً، لكي تعرف/ي إذا تعرّض أي من حساباتك للخرق في المستقبل، يكفي أن تنقر/ي علامة “بلّغني” في الموقع.

  • دقّق/ي في صفحاتك على مواقع التواصل الاجتماعي. المتصيّدون يفحصون حسابات وسائل التواصل الاجتماعي و يبحثون عن معلومات شخصية يمكنهم استغلالها واستخدامها ضدك، مثل تغريدة محرجة نسيت أمرها، أو صورة تكشف معلومات عن مكان التقاطها، ولا يخفى عليك أيضاً أنّ منصّات وسائل التواصل الاجتماعي تحثّك على نشر أكبر قدر ممكن من معلوماتك الشخصية، وبالتالي فهي تعمد غالباً إلى إخفاء إعدادات الخصوصية في مكان ما في حساباتك، وتضبطها بحيث تكون معلوماتك بمتناول “الجمهور” في المقام الأول.

يستفيد سماسرة البيانات من هذا التراخي في ضبط إعدادات الخصوصية، مما يسهّل عليهم تجميع قدر هائل من معلوماتك. في هذا الإطار، تقدّم بعض منصات وسائل التواصل الاجتماع  مثل فايسبوك و إنستاغرام و تويتر إلى المستخدمين نصائح حول كيفية تدقيق حساباتهم على مواقع التواصل الاجتماعي.

  • راجع/ي سيرتك الذاتية والمهنية و مواقعك الإلكترونية الشخصية. فضلاً عن ذلك، راجع/ي المعلومات الشخصية المنشورة عنك من خلال ممارساتك المهنية على الانترنت، لتجد إذا كان هناك نُسخً “PDF” عن سيرتك الذاتية أو المهنية على الويب.

اكتب/ي التالي في محرّك غوغل: “[الاسم الأول] [اسم العائلة]” نوع الملف:PDF. بالنسبة إلى كل ملف تكتشفه، تأكّد/ي من حذف عنوان منزلك، وبريدك الإلكتروني الخاص، ورقم هاتفك الشخصي (أو استبدلها بمعلومات مخصصة للنشر على العلن).

إذاً، لقد اكتشفت ما هو منشور عنك، والأمر يخيفك فعلاً، ماذا الآن؟ الخبر السارّ هو أنّ هناك خطوات مباشرة يمكنك القيام بها لحذف المعلومات الشخصية المنشورة حالياً، وتقليص إمكانية بروزها من جديد في محرّكات البحث.

صحيح أنه ليس من طريقة مضمونة لحفظ خصوصيتك وسلامتك على الإنترنت من الجوانب كافة، لكنّ الهدف هو أن تصعّب/ي على المتصيّد المسيء لك أن يؤذيك.

  • اضبط/ي برنامج إنذارات غوغل. بحيث ينبّهك إلى ورود اسمك الكامل، أو رقم هاتفك، أو عنوان سكنك، أو غيرها من البيانات الشخصية التي تهمّك، على الإنترنت فجأةً، مما يعني أنّ متصيّداً ما يستقي معلوماتك الشخصية.
  • أنشئ/ي حسابات بريد إلكتروني منفصلة لأغراض مختلفة. يجب أن تكون لديك ثلاثة حسابات على الأقل: مهني، وشخصي، و”غير مرغوب فيه”. خصّص/ي بريدك الإلكتروني الشخصي للمراسلات الخاصة مع أصدقائك المقرّبين، وأفراد أسرتك، وغيرهم من معارفك الموثوقين، والأفضل ألا تنشر/ي هذا العنوان على العلن.

واستخدم/ي بريدك الإلكتروني “غير المرغوب فيه” للتسجيل في حسابات، وخدمات، وخصومات.

أما البريد الذي تستخدمه للعمل (أكنت تعمل/ين بشكل مستقل أم في منظمة معيّنة)، فهو ما يمكنك نشره في الفضاء العام. كما هي الحال مع حسابات وسائل التواصل الاجتماعي العامة، لعله من الأفضل أن تقلل المعلومات الشخصية التي تضفيها على عنوان بريدك الإلكتروني (مثلاً اسمك الكامل، عرقك، عيد ميلادك، دينك، عنوان سكنك إلخ). في هذا الإطار، يمكن لملحقات المتصفح، مثل “فايرفوكس ريلاي“، أن تساعد المستخدمين على اختيار ونشر عناوين بريد إلكتروني بديلة، عوضاً عن عنوان البريد الإلكتروني الحقيقي، بهدف حماية بريدك وهويتك.

  • احرص/ي على تضييق إعداداتك على وسائل التواصل الاجتماعي. فكّر/ي بشكل استراتيجي في المنصات التي تودّ/ين استخدامها، ولأي هدف. إذا كنت تستخدم/ين منصةً لأسباب شخصية (كنشر صورك مع الأصدقاء والأقارب على فايسبوك أو إنستاغرام)، عليك باختيار إعدادات خصوصية أكثر تقييداً في حسابك.

أما إذا كنت تستخدم/ين المنصةً لأغراض مهنية (كتتبّع الأخبار العاجلة على تويتر ونشر روابط متعلقة بعملك)، فقد يفضّل ترك جانب من الإعدادات مفتوحاً على العلن.

بأي حال، تجنّب/ي نشر المعلومات والصور الشخصية الحساسة (مثل عيد ميلادك، رقم هاتفك، مكان سكنك، أسماء أفراد عائلتك وصورهم إلخ.). في ما يلي روابط بإعدادات الخصوصية لعدة منصات أساسية.

للتعمّق في مزيد من التفاصيل، راجع/ي هذا الدليل الذي أعدّه تطبيق “بلاك بورد” إلى طريقة الحفاظ على خصوصيتك عبر الإنترنت.

  • راجع/ي إعدادات موقعك الجغرافي. ابدأ/ي بتقييد خدمات تعقب الموقع على أكبر عدد ممكن من التطبيقات، وذلك عبر التحقّق من إعدادات كل تطبيق على هاتفك. إن لم تفعل/ي، قد تقدم بعض التطبيقات المريبة على بيع البيانات المتعلقة بموقعك الجغرافي إلى سماسرة بيانات لا يقلّون عنها ريبةً. لذلك، للتأكّد من أنّ تدويناتك، وصورك، وتحديثات وضعك على وسائل التواصل الاجتماعي لا تكشف عن موقعك في الوقت الحقيقي، راجع/ي إعدادات كل منصة وأوقف/ي تفعيل خدمات الموقع الجغرافي.

فكّر/ي أيضاً في حذف البيانات الوصفية عن كل الصور التي تنشرها على الانترنت. تشمل البيانات الوصفية إحداثيات الوقت والتاريخ والمكان المستخدمة عند التقاط الصورة، وتكون موجودة بمتناول الجميع. يمكنك الاطلاع على البيانات الوصفية لصورةٍ ما باستخدام برنامج “EXIF Data Viewer” (المتوفر كتطبيق أو كملحق بمتصفح). لحذف هذه البيانات الوصفية، عليك باستخدام أداة مثل “ImageOptim“. بالنسبة إلى الأجهزة المشغلة بنظام أندرويد، يمكنك تنزيل تطبيق “Scrambled Exif“، كما هو مبيّن في هذا الدليل الصادر عن منظّمة الحماية الرقمية.

نصيحة الخبير: حمِّل/ي تطبيق المراسلة “سيغنال“، ثم أرسل/ي صوراً إلى نفسك (تُحذف البيانات الوصفية لهذه الصور تلقائياً)، وبعد ذلك يمكنك إعادة حفظ هذه الصور في هاتفك.

  • فكّر/ي في استخدام متصفح آمن مزوّد بملحقات إضافية للأمان. تستخدم معظم المواقع الإلكترونية شكلاً من أشكال التعقب، وعادةً ما يكون ذلك لتكوين فكرة معمّقة عن سلوك المستخدمين وتفضيلاتهم.

يمكن أن تكون هذه البيانات مفصّلةً على نحوٍ لا يصدّقه العقل، وهي تتمتع بقيمة مهمّة للغاية بالنسبة إلى الشركات الكبرى، والحكومات، ولصوص الملكية الفكرية لما كان لمتصفحك أن يستطيع معرفة كل ما تفعله على الشبكة.

تُعتبر خروقات البيانات وتسريباتها شائعةً. وبالتالي، فمن الضروري اختيار المتصفح المناسب. حاول/ي أن تتجنّب/ي متصفحات مثل “غوغل كروم”، و “إنترنت إكسبلورر” من مايكروسوفت، و”آبل سافاري”، إذا كان بوسعك ذلك، فإذا لم تضبطها كما يجب، بمقدور هذه المتصفحات الثلاثة أن تجمع بيانات الاستخدام، وتفسح المجال واسعاً أمام تعقبك بطريقة تغزو مساحتك الشخصية بشكل ملحوظ. عوضاً عن ذلك، فكّر/ي في استخدام متصفحات آمنة، تحفظ الخصوصية بشكل تلقائي، مثل “فايرفوكس“، و”فايرفوكس فوكس للهاتف المحمول“. هذين المتصفحين سريعان، ومفتوحا المصدر، وسهلا الاستخدام، ومتوفران على كل أنظمة التشغيل الأساسية.

يمكنك أيضاً استخدام إضافات برمجية على المتصفح للتحكم بشكل أفضل بنوع المحتوى الذي يمكن أن يتمّ تحميله وتنفيذه بينما تتصفّح/ين الإنترنت، من الإضافات البرمجية التي ننصح بها: HTTPS Everywhere، uBlock Origin، Firefox Multi-Account Containers (حاويات فايرفوكس متعددة الحسابات)، Self-Destructing Cookies (ملفات تعريف الارتباط المدمّرة ذاتياً)، ClearURLs.

  • تنبّه/ي إلى التطبيقات والخدمات الخاصة المقدمة من أطراف خارجية. عندما يُطلب منك اعتماد اسم مستخدم وكلمة مرور لاستخدام برمجية أو خدمة جديدة، هل سبق لك أن فضّلت “تسجيل دخولك” تلقائياً عبر غوغل أو فايسبوك؟ من خلال القيام بذلك، من المحتمل أن تكون/ي قد منحت هذا الطرف الخارجي طريقةً ملتويةً لتعقب بريدك الإلكتروني أو حسابك على وسيلة التواصل الاجتماعي، و الحصول على إذنك للاطلاع على معارفك، ومشاهدة صورك، وتحديد موقعك الجغرافي إلخ. لذلك، من الأفضل بشكل عام، تجنّب إنشاء الحسابات عن طريق غوغل أو فايسبوك، واستخدام برنامج لإدارة كلمات المرور عوضاً عن ذلك.

فضلاً عن ذلك، يمكن لمستخدمي أندرويد استخدام منصة للتدقيق في مستوى الخصوصية، مثل Exodus Privacy التي تبحث عن أجهزة التعقب المضمّنة وتُعدّدها، لمساعدة المستخدمين على تحسين مستوى خصوصيتهم على هواتفهم الذكية.

  • كن/ كوني محرّر/ة محتوياتك الخاص/ة. فكّر/ي في متى وأين تُفشي عن معلوماتك الشخصية على الإنترنت. تذكّر/ي أنه عندما توقّع/ين عريضةً إلكترونيةً، فمن المحتمل أن يقوم صاحب الموقع الإلكتروني بنشر معلوماتك، راجع/ي كل ما كتبته في تغريداتك، ورسائلك عبر فايسبوك، وتدويناتك على إنستاغرام وغير ذلك قبل أن تنشرها، هل من معلومات تعرّف بمكانك؟ أو معلومات عن كيفية الاتصال بك؟ أو بأحبّتك؟ إذا شعرت أنك معرّض/ة لهجمات عبر الإنترنت، فتنقيح هذه النصوص أمرٌ يستحق العناء.
  • نصيحة الخبير:

1) لرؤية المعلومات المتاحة للجمهور، يجب أن تسجّل/ي خروجك من حسابك.

2) لرؤية ما يستطيع أصدقاؤك الاطلاع عليه، اطلب/ي من أحد أصدقائك أن  يزور صفحتك ويلتقط صورة شاشة لها.

  • فكّر/ي في استخدام اسم مستعار. قد لا يكون هذا الاحتمال مطروحاً بالنسبة إلى العديد من الكتّاب والصحافيين. فقد يكون اسمك هو مصدر رزقك، أو لعلّك تفتخر/ين بتذييل منشوراتك وكتاباتك باسمك (كما هو حريتك  بذلك!).

لكن إذا كان لديك الخيار أو الرغبة في استخدام اسم مستعار لدى نشر مقال تعرف/ين أنه سيعرّضك لموجة من الكراهية عبر الإنترنت- خاصةً إذا كنت كاتباً/ة في بداية مشوارك أو تنفّذ/ين مشروعاً لا يتّصل بحياتك المهنية اليومية- فيمكن لهذا الاسم المستعار أن ينقذك من التعرّض لأشكال أقوى من التحرّش الإلكتروني، ضامناً في الوقت نفسه قدرة القرّاء على مطالعتك.

نلفت انتباهك إلى أنه من غير المستحسن استخدام اسم مستعار على كل منصات التواصل الاجتماعي فبعضها مثل فايسبوك، يرتكز على معلومات معيّنة للتحقق من هويتك، ويمكنه بالتالي أن يضع علامة استفهام على حسابك ثم يغلقه، إذا كنت تريد/ين استخدام اسم مستعار على وسائل التواصل الاجتماعي، فتويتر هو خيارك الأفضل.

  • تذكّر/ي: قد يتمّ استقاء المعلومات الشخصية لأقاربك وأصدقائك أيضاً. فإذا كنت تعتقد/ين أنك معرّض/ة لهجمات من هذا القبيل، قد يكون من المفيد أن تتحدّث/ي مع أحبّتك عن كيفية استخدامهم للإنترنت، ونوع المعلومات التي يكشفونها عن أنفسهم على الشبكة العنكبوتية.

اطلب/ي منهم بكل احترام، أن يكونوا حذرين بشأن ما ينشرونه عنك، واتّفق/ي معهم على تفاصيل وسم صورك، فمن المحتمل أن يساهم الأشخاص الذين يشكّلون هدفاً بارزاً لهجمات استقاء المعلومات الشخصية عن غير قصد في تعريض أفراد أسرهم للخطر، خاصةً إذا كانوا كتّاباً أو كاتبات يغطون قضيةً مثيرةً للجدل بشكل خاص. (مثلاً، كشف المراسلين  والمراسلات الذين يغطون قضايا حساسة مثل العنف ضد المرأة  أنّ تعرضت أسرهم إلى المزيد من الإساءة عبر الانترنت).

تمّ تعديل التوجيهات الواردة أعلاه من مقال لمَ يجدر بك استقاء معلوماتك الشخصية (نوعاً ما) الذي نُشر على موقع “Slate.com” في شباط/فبراير 2020؛ وقد أُعدّ بالتشاور مع خبراء في مجال الأمن السيبراني من “نادي القلم أميركا”(PEN America) ومؤسسة حرية الصحافة (Freedom Press).

إذا كنت بحاجة إلى مساعدة في تطبيق أيّ من التوجيهات الواردة أعلاه، أو كنت تريد/ين التعمّق قليلاً بعد في هذا الموضوع، راجع/ي هذين الكتيّبين الرائعين، والتفاعليين، وسهلا الاستخدام: “المخطط الأمني” من منظمة “تقارير المستهلك” وكتيّب الأمن السيبراني للصحافيين من التحالف السيبراني العالمي.