Skip to content


من بالغ الأهمية توثيق التحرش على الإنترنت من خلال حفظ رسائل البريد الإلكتروني، والرسائل الصوتية، ولقطات الشاشة، والوصلات الإلكترونية.

يقدّم التوثيق سجلاً بما يحدث، ويتعقب المعلومات المتوفرة عن الفاعلين، كما ينبّهك وآخرين إلى أنماط الإساءات والتصعيد في السلوكيات المؤذية بالإضافة، يمكن للتوثيق أن يسهّل الحديث عن هذه الإساءات مع الأصدقاء والأسرة[1]، كما إنه مهم للغاية إذا قرّرت التبليغ عنها لمنصات التواصل الاجتماعي، وإذا كنت تسعى/ين إلى الدعم من منظمات المجتمع المدني المحلية العاملة في هذا المجال يمكنك الاطلاع على قائمة بمنظمات المجتمع المحلية، والإقليمية، والدولية في نهاية هذه الصفحة.

يعتبر الكثير من الأشخاص أنّ توثيق التحرّش عملية هادفة فعندما يشعر المرء أنّ الإساءات على الإنترنت لا تكلّ ولا تلين، يمكن أن يلجأ إلى ترتيب الأدلة أملاً في استعادة التحكّم بزمام الأمور، فمن خلال جمع أدلة موثّقة على الإساءة وتنظيمها بصورة مستمرة، لن يكون مضطراً إلى خوض غمار هذه التجربة المخيفة، أي جمع المعلومات بأثر رجعي في حال قرّر الإبلاغ عن هذه الإساءات في ما بعد.

مع ذلك، لا شكّ في أنّ التوثيق يستغرق الكثير من الوقت، زد على أنه قد يكون مضنياً ومثيراً للصدمات النفسية لذا، لعلّه من المفيد أن تستعين/ي بحليف موثوق، لتوثيق الإساءة معك ومن أجلك.

أما إذا كنت متردّداً/ة بشأن الاتصال بمحامٍ أو سلطة قانونية للتبليغ عن هذا التحرش الإلكتروني، فنوصيك بأن تبادر/ي أولاً إلى الاتصال بمنظمات مجتمع مدني موثوقة، محلية كانت أم إقليمية، خاصةً وأنه بمقدورها في أغلب الحالات تزويدك بسبل محدّدة السياق، تستحق التعمّق فيها.

ما الذي يجب توثيقه

●      الرسائل المرسلة على منصات وسائل التواصل الاجتماعي

أصبحت معظم المنصّات اليوم تعتمد عملياتٍ مبسّطةً للإبلاغ عن الإساءة، لكن هذا لا ينفي أهمية حفظ لقطات شاشة عن الإساءات- والوصلات الإلكترونية عند الإمكان- لكي تبدأ/ي بتكوين سجل بالتحرّش. ينطبق هذا الأمر بشكل خاص على الحالات التي سيقدم فيها المستخدم الأصلي أو المنصّة على حذف المحتوى المسيء في نهاية المطاف.

●      البريد الإلكتروني

تتضمّن رسائل البريد الإلكتروني معلوماتٍ مهمّةً يمكن أن تساعد سلطات إنفاذ القوانين، في بعض الأحيان، على تحديد هوية المرسل لذا، عندما توثّق/ين رسالةً إلكترونيةً تنطوي على التحرّش أو التهديد، احرص/ي على حفظ رأس الصفحة الذي يتضمّن عادةً عنوان بروتوكول الإنترنت في حال لم يكن المتحرّش يستخدم شبكةً افتراضيةً خاصة.

(بشكل عام، يمكن إيجاد المعلومات المتعلقة ببروتوكول الإنترنت بين قوسين معقوفين، مثل: [129.131.1.3]). في هذا الإطار، يقدّم هذا المقال إرشادات مفصّلة تشرح كيفية تحديد عناوين بروتوكول الإنترنت، لكن تنّبه/ي إلى ضرورة عدم إرسال الرسالة الإلكترونية الأصلية إلى أيٍّ كان، وإلا فقدت عنوان بروتوكول الإنترنت الأول عوضاً عن ذلك، عليك بنسخ ولصق محتوى الرسالة الإلكترونية المسيئة عندما ترغب/ين في تنبيه الآخرين إلى المحتوى المؤذي الذي تتضمّنه.

●      الرسائل النصية والاتصالات الهاتفية المزعجة

في بعض الأحيان، يمكن أن يحدث التحرّش الإلكتروني من خلال أشكال اتصال أخرى مثل رسالة نصية قصيرة أو مكالمة هاتفية. فلا تنس/ي التقاط صورة شاشة للرسالة النصية، وتسجيل أي معلومات اتصال متوفرة عن المرسل، فضلاً عن تاريخ ووقت، ورقم كافة المكالمات والرسائل النصية الهاتفية التي تنطوي على تهديد.

نصيحة الخبراء

عند توثيق حالات التحرّش، احفظ/ي كل الأدلة ذات الصلة لا تلك التي تضفي عليك صورةً إيجابيةً فحسب على سبيل المثال، إذا قمت بالرد على الإساءة في إطار نقاش محتدم، احرص/ي على دمج هذا الجانب من المحادثة أيضاً صحيح أنك قد تأسف/ين على قول بعض الأمور، لكنّ الامتناع عن توثيق كافة جوانب التحرّش قد يرتدّ عليك سلباً إذا آلت المسألة إلى المحاكم، لست مضطراً/ة إلى الإثبات أنك تصرّفت على أكمل وجه في كل خطوة لكي تنجح/ي في ملاحقة المتحرّش بك.

كيفية التوثيق: لقطات الشاشة

تملك معظم الأجهزة- بما فيها أجهزة الكمبيوتر، والهواتف الذكية، والحواسيب اللوحية- طريقةً تلقائيةً لالتقاط الصور مباشرةً من شاشتك في هذا الإطار، تقدّم الروابط أدناه إرشادات مفصّلة إلى كيفية أخذ لقطات شاشة من خلال الأجهزة الأكثر شيوعاً:

بمجرّد التقاط هذه الصور، يجب حفظها في ملفّ يسهل الوصول إليه، كما يمكنك طباعة لقطات الشاشة للاحتفاظ بنسخ ورقية موثّقة، ستكون مفيدة لدى طلب المساعدة القانونية من منظمات مجتمع مدني أو محامين موثوقين من معارفك، إذا كانت الملفات تتضمّن موادَّ حساسةً، قد يكون من الأفضل حفظها على أقراص صلبة خارجية عوضاً عن الاستعانة بخدمة كلاود.

نصيحة الخبراء: بإمكان بعض البرمجيات، مثل “بايج فولت” (بالإنجليزية)، أن تثبت أنّ موقعاً إلكترونياً ما تضمّن المحتوى نفسه الموجود في لقطة الشاشة (بمعنى أنك لم تتلاعب/ي بالمحتوى). يمكنك الاستعانة بهذه البرمجيات للمصادقة على صحة لقطة شاشة، إذا كنت تنوي/ن إطلاع أفراد في المجتمع المدني عليها علّهم يساعدونك، ولو لسوء الحظ أردت أن تثبت/ي أن منصّة ما لم تساعدك، احرص/ي على توثيق كل المحادثات التي جرت بينك وبين ممثّل المنصّة، بما في ذلك: طلبك أو طلباتك المرسلة لحذف المحتوى المنتهَك، وإذا كانت المنصّة قد حذفته أم لا، وكم من الوقت تطلّب منها ذلك.

كيفية التوثيق: إنشاء سجل

إذا كنت تتعرّض/ين للتحرّش الإلكتروني بشكل متكرر، ومستمرأو شديد، احرص/ي على إنشاء سجل تدوّن/ين فيه معلومات محدّدة متعلقة بالتحرّش الإلكتروني الذي تتعرّض/ين له. لا تنس/ي تحديد:

  • التاريخ والوقت
  • نوع الاتصال الإلكتروني (رسالة مباشرة، صورة منشورة، تعليق على وسائل التواصل الاجتماعي إلخ.)
  • الموقع (اسم الموقع الإلكتروني أو التطبيق)
  • طبيعة الحادث الإلكتروني (تهديد بارتكاب عنف جنسي، أو هجمة ذات دوافع عنصرية إلخ.)

للمزيد من الموارد والخدمات، راجع/ي هذه القائمة من منظمات المجتمع المدني التي يمكن أن تساعدك في التعامل مع التحرّش الإلكتروني.

[1]  تذكّر/ي أنك لست ملزماً/ة بالتحدث إلى أفراد أسرتك عن تجربتك مع الإساءات الإلكترونية إذا كنت غير متأكّد/ة من رد فعلهم، أو لا تشعر/ين بالأمان حيال هذا الأمر. نرجو منك العودة إلى هذه الصفحة للحصول على المزيد من المعلومات حول كيفية تقييم الخيارات المتوفرة لديك.