من أبرز الأسئلة التي يجدر بك طرحها عندما تتعرّض/ين للتحرّش على الإنترنت هي: “هل أشعر بمستوى أقل من الأمان الجسدي والنفسي نتيجة هذا التحرش؟”
قيّم/ي مستوى أمنك المباشر
إذا ساورك شعورٌ بالخوف على سلامتك الجسدية أو سلامة أحبّتك بسبب التحرّش الإلكتروني، ولم تكن/وني مرتاحاً/ة إلى إبلاغ سلطات إنفاذ القانون بالأمر، نرجوا منك التفكير جدياً بالتواصل مع الجهات التالية، وهي:
- أصدقاؤك و/أو أفراد أسرتك الذين تثق/ين بهم وتشعر/ين معهم بالأمان.
- رؤساءُك أو زملائك الذين تثق/ين بهم وتشعر/ين أنهم سيحيطونك بالمساعدة والدعم، خاصةً إذا كنت تتعرّض/ين للتحرّش الإلكتروني لسبب متعلّق بعملك.
- منظمات المجتمع المدني الغير الربحية و/أو الرابطات المهنية الموثوقة التي تدعم من يواجه الإساءة، أو تدافع من أجل حرية الصحافة وحقوق الإنسان، فيمكن لمنظمات المجتمع المدني المستقلة أن ترشدك إلى كيفية الإبلاغ عن الإساءة عبر الإنترنت، وتنصحك إما بإبلاغ مسؤولين كالشرطة أو سلطة قانونية بالأمر أو الامتناع عن ذلك.
بعد ضمان أمنك الجسدي والنفسي المباشر، فكّر/ي ملياً في التهديد المحدق بك من خلال تطبيق الخطوات الواردة أدناه:
- قيّم/ي بنفسك المخاطر الشخصية المحدقة بك
الأمان قد يصبح حقيقة جسدية، و لكن قد يصبح أيضاً شعوراً ذاتي لذا، لا يخفى عليك أنّ ما تشعر/ين به بسبب الافتراءات البغيضة، أو التحرّش الجنسي، أو التهديدات بالعنف يرتبط ارتباطاً وثيقاً بهويتك، وتجربتك الحية، ومهنتك، والسياق الذي حدثت فيه الإساءة.
على سبيل المثال، إذا كنت تعرّفين عن نفسك كامرأة، فمن المحتمل أن يزداد شعورك بانعدام الأمان بسبب التحرّش الجنسي الإلكتروني، كيف لا ونحن نعلم أنّ المرأة أكثر عرضةً للاعتداءات الجنسية من الرجل، وأنها تتلقى إساءات إلكترونية ذات طابع جنسي بمعدّل أعلى بكثير من معدّل الرجل وليس هذا فحسب، بل إنّ النساء في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا يتردّدن أيضاً في إبلاغ المسؤولين الحكوميين المحليين بما يتعرّضن له من إساءةٍ على الإنترنت، وذلك خوفاً من ردود فعل أسرهنّ، فمن المحتمل أن تعتبر العائلة أنّ التحرّش الجنسي الإلكتروني الذي يُفرض على المرأة بالإكراه يمسّ بشرف العائلة وسمعتها.
السياق مهمّ!
لما كانت كل منطقة تتّسم بمسائلها الاجتماعية والثقافية والسياسية الخاصة، يمكنك تقييم المخاطر الشخصية المحدقة بك بنفسك، أملاً في أن يساعدك هذا الأمر في تقييم المخاطر السياقية عندما تختبر/ين تحرّشاً على الإنترنت.
في هذا الإطار، من المفيد أن تبدأ/ي بطرح السؤال التالي: ما هو مصدر التهديد و هل يجد هذا المصدر وسيلة إليّ؟ على سبيل المثال، قد يتمثّل هذا المصدر بالجهات التالية:
- شخصيات إعلامية ومؤثّرون بارزون: فكّر/ي بطلب النصيحة أو التوجيهات من رئيسك في العمل أو معارفك المهنيين الذين يمكن أن يساعدوك على التعامل مع التحرّش الالكتروني من صحافيين أو كُتّاب ذائعي الصيت.
- أصحاب العمل: فكّر/ي في التواصل مع أيٍّ من منظمات المجتمع المدني التي تدافع عن حقوق العمل الخاصة بالصحافيين.
- المسؤولون الحكوميون أو السياسيون: راجع/ي هذه الصفحة للحصول على المزيد من المعلومات.
- أفراد الأسرة: إذا كنت امرأة تتعرّضين لإساءة إلكترونية من أحد أفراد الأسرة، أو كنت غير متأكّدة كيف يمكنك مناقشة هذا الموضوع مع أحبّتك، راجعي أداة تقييم “كيفية التعامل مع الأسرة” على هذه الصفحة.
يمكنك إعداد نموذج بالمخاطر للتفكير في ما تريد/ين حمايته، ووضع آلية استجابة تناسبك، فللأشخاص أو المنظمات الذين تتعامل/ين معهم قدرات واستعدادات مختلفة لذا، من خلال طرح الأسئلة الأربعة الأساسية الواردة في الجدول أدناه على نفسك، ستفهم/ين بشكل أفضل طبيعة الخطر، وتصمّم/ين استراتيجيات واقعية للتخفيف من هجمات المتحرّشين بك.
من مستعدّ لأذيتك؟ حدّد/ي نوع خصمك. أهو فرد، أم مجموعة من الأشخاص، أم منظمة برمّتها؟ |
ماذا يريد؟
أي نوع من المعلومات يمكن أن يهمّه، وما هو الهدف الذي ينشده من خلال اكتساب هذه المعلومات؟ |
ماذا يمكنه فعله؟
ما هي الموارد التقنية والمالية والبشرية التي يملكها خصمك؟ لا يتمتع الخصوم الأفراد بالقدرات نفسها كالمجموعات. |
ماذا الذي يمكنك فعله في هذا الصدد؟
أي أداة من الأدوات المتوفرة لديك يمكن أن تساعد في التخفيف من هذا الخطر/السيناريو؟ |
للمزيد من المعلومات حول كيفية إعداد نموذج بالمخاطر، راجع/ي ورقة عمل نمذجة التهديد الصادرة عن مؤسسة الحدود الإلكترونية التي تتضمّن مجموعةً مفصّلةً من الأسئلة لمساعدتك على التفكير في أفضل الخطوات التي يمكن اتّخاذها.
نصيحة الخبراء: اجمع/ي العلامة التي نلتها على استبيان التقييم الذاتي وعلامة الدولة على مؤشّر مخاطر مشاركة المرأة في السياسة الذي أعدّه المعهد الديمقراطي الوطني.
لما كانت النساء حول العالم يواجهن بشكل متزايد، خطر التعرّض للتحرّش الإلكتروني وغيره من أشكال العنف، فمن بالغ الأهمية أن يفهمن المخاطر الخاصة بكل بلد التي يمكن أن يتعرّضن لها لدى العمل في الأوساط العامة.
في هذا الإطار، تنطبق أداة التخطيط للسلامة #فكّري10 التي وضعها المعهد الديمقراطي الوطني، والتي أنشئت في البداية من أجل النساء العاملات في السياسة، و يمكن إستخدامها للكاتبات والصحافيات أيضاً. بالفعل، تقدّم هذه الأداة إلى النساء في الحياة العامة توجيهات حول كيفية تحسين أمنهنّ الشخصي أما السبيل إلى ذلك، فمن خلال الجمع بين العلامات التي نلنها على استبيان التقييم الذاتي وعلامة الدولة على مؤشّر مخاطر مشاركة المرأة في السياسة الذي أعدّه المعهد الديمقراطي الوطني.
في نهاية الأمر، أنت أفضل من يستطيع تقييم مدى شعورك بالأمان. اتبع/ي حدسك وثق/ي بحكمك. تذكّر/ي أنك قد تميل/ين إلى صرف النظر عن التهديدات الإلكترونية أو الاستخفاف بأهميتها، لكن اختبر/ي شجاعتك وأقدم/ي على هذه الخطوة بمساعدة صديق، أو قريب، أو زميل موثوق.
- اطرح/ي على نفسك بعض الأسئلة الإضافية
- هل أطلق المتحرّش بك تهديداً صريحاً ذكرك فيه تحديداً و/أو يتضمّن تفاصيل محدّدة (مثلاً “هذا ما سأفعله بك” عوضاً عن “يجب أن يفعل أحدٌ شيئاً ما”)؟
- هل تتضمّن الرسائل التي ينشرها المتحرّش بك على الإنترنت تفاصيل شخصية محدّدة عنك أو عن أحبّتك (مثلاً عنوانك، مكان عملك، اسم مدرسة طفلك)؟
- هل لاحظت أي علامات لا منطقية؟ بعبارة أخرى، هل يستخدم المتحرّش بك اسمه الحقيقي، وعنوان بريده الإلكتروني الحقيقي، ورقم هاتفه الحقيقي، أو يعرّف عن نفسه بشكل صريح عند تهديدك؟
- هل يمارس المتحرّش سلوكاً معيّناً؛ بعبارة أخرى، هل يهاجمك أو يهدّدك بشكل متكرر وبطريقة منسّقة؟
- هل تعرف/ين الشخص الذي يتحرّش بك؟ إذا أجبت بنعم، هل تعتقد/ين أنه قادر على تصعيد وتيرة الإساءة؟
- هل تعرّضت للقرصنة؟ بمعنى هل تعرّضت حساباتك للاختراق أو الاستيلاء؟ هل يشهد هذا السلوك- من حيث وتيرته، وعنفه، وحجمه- تصعيداً؟
- هل نشر الشخص المسيء إليك (أو هدّد بنشر) صوراً جنسيةً جلية لك من دون موافقتك؟
- هل أنت قلق/ة من التأثير السلبي الذي سيخلّفه محتوى رسائل المتحرّش على حياتك الشخصية أو المهنية، في حال تمّ نشرها؟
إذا أجبت بنعم على أيّ من الأسئلة أعلاه، نحثّك مجدداً على التفكير جدياً في التواصل مع:
- أصدقائك و/أو أفراد أسرتك الذين تثق/ين بهم وتشعر/ين معهم بالأمان.
- رؤساءك أو زملائك الذين تثق/ين بهم وتشعر/ين أنهم سيحيطونك بالمساعدة والدعم، خاصةً إذا كنت تتعرّض/ين للتحرّش الإلكتروني لسبب يتعلّق بعملك,
- منظمات المجتمع المدني أو الرابطات المهنية الموثوقة التي تدعم من يواجه الإساءة، أو تدافع من أجل حرية الصحافة وحقوق الإنسان.
صاغ نادي منظمة PEN و المعهد الديمقراطي الوطني هذه التوجيهات بالتشاور مع خبراء أمنيين في وسائل إعلامية كبرى. نعرب عن امتناننا العميق لهم ولما قدّموه من وقت وخبرات.
هام: إنّ المعلومات الواردة في هذه الصفحة الإلكترونية معدّة لأهداف تعليمية فقط ولا تشكّل هذه المعلومات، كما لا يُقصد بها أن تشكّل استشارةً قانونيةً، ولا أن تستبدل المساعدة التي يمكن الحصول عليها عن طريق محام أو سلطات إنفاذ القوانين.