أول خطوة في مكافحة الإساءة على الإنترنت هي صياغة مصطلحات مشتركة للتعرّف على الإساءة ووصفها.
لهذه الظاهرة عدة أسماء، كالمضايقة على الإنترنت، والتنمر الإلكتروني، والتصيّد، والتحرّش الإلكتروني إلخ. تُستخدم بعض المصطلحات تعاوضياً، فيُستبدل أحدها بالآخر، في حين أنّ بعضها الآخر فقد معناه الأصلي تماماً. يفضّل نادي القلم الأميركي مصطلحات المضايقة/ التحرّش على الإنترنت أو الإساءة عبر الإنترنت التي يعرّفها “بالاستهداف الشديد أو الواسع الانتشار لشخص أو مجموعة على الإنترنت من خلال اعتماد سلوك مؤذٍ بحقه/ا.”
- هو شديد لأنّ حادثةً واحدةً فقط من الإساءة على الإنترنت، كتهديد بالقتل أو بنشر عنوان السكن مثلاً، تكفي لتخلّف عواقب وخيمة.
- وواسع الانتشار لأنه، رغم عدم تصنيف بعض الحوادث الفردية من الإساءة على الإنترنت، كالشتائم أو التعليقات العشوائية المزعجة، بالإساءة، إلا أنّ وابلاً مطّرداً من الحوادث أو هجوماً منسّقاً يُصنّف كذلك.
- يُقصد بمصطلحات “على الإنترنت” أو “إلكترونية”، البريد الإلكتروني، ومنصّات وسائل التواصل الاجتماعي (مثل تويتر، فايسبوك، إنستاغرام، سناب تشات وتيك توك)، وتطبيقات المراسلة مثل فايسبوك ميسنجر وواتساب)، ومنصات التدوين الإلكتروني (مثل ميديوم، تامبلر، وورد برس)، وأقسام التعليقات (على وسائل الإعلام الرقمية، والمدوّنات الشخصية، وصفحات يوتيوب، ومراجعات الكتب على أمازون).
في هذا الإطار، نورد في ما يلي تعريفات لعدة تكتيكات مسيئة يتعرّض لها الكتاب والصحافيون، فضلاً عن بعض الأمثلة والنصائح حول كيفية مواجهتها. ونأمل أن تتعمّق/ي في بقية صفحات هذا الكتيّب الميداني للحصول على المزيد من التوجيهات المفصّلة.
مسرد المصطلحات
التصيّد بادعاء الاهتمام
التعريف: ينتحل المسيء صفة المعجب أو المناصر لعمل الشخص المستهدَف، لكنه يكتب تعليقات مؤذية ومهينة بحجة أنها ملاحظات ارتجاعية بنّاءة.
مثال: وفقاً لدليل المرأة إلى استخدام الإنترنت (بالإنجليزية) الذي أعدّته أنيتا ساركسيان، “عندما يسعى هذا النوع من المتصيّد [أي الذي يدّعي الإهتمام] إلى استهداف امرأة، فإنه يقوم بذلك في أغلب الأحيان من خلال إعطائها اقتراحات “مفيدة” حول كيفية تحسين مظهرها… فيكون القصد من تعليقاته الخادعة، في الحقيقة، هو إضعاف أو الحط من قدرك.”
ما عليك فعله: لما كان المتصيّدون الذين يدّعون الاهتمام بك يحاولون جذب اهتمامك وتضييع وقتك سدىً، فقد يكون الخطاب المضاد الموجه ضدهم غير مثمر، كما أنّ حظر المتصيّد قد يصعّد عليك إساءاته. لذا، يُعتبر الكتم ربما أداةً أكثر فعالية، ويُقصد بذلك إخفاء محتوى مسيء محدّد (أكان ذلك إخفاءً لمستخدمين معيّنين أو لكلمات مفتاحية محدّدة أو غير ذلك) بحيث لا يعود يظهر أمام عينيك. احرص/ي على الإبلاغ عن أي محتوى يتحوّل من كونه مجرّد تعليق مزعج إلى تعليق مسيء، وفكّر/ي في حشد مجتمع إلكتروني داعم لمساندتك في أوقات الشدة.
المضايقة على عدة منصات
التعريف: المضايقة على عدة منصات هي حملة منسّقة، يتمّ نشرها عمداً على عدة منصات اتصال وتواصل اجتماعي، من خلال استغلال واقع أنّ معظم المنصات تقوم بإدارة المحتوى على مواقعها الخاصة فقط، وبالتالي لن تبالي بالمضايقة على منصات أخرى [بتصرّف من مركز المرأة الإعلامي (بالإنجليزية)].
مثال: بعد أن نشرت كاتبةٌ مقالاً نسوياً ساخراً، وجدت نفسها في عين عاصفة من الانتقادات على تويتر، سرعان ما انتشرت (بالإنجليزية) إلى صفحتها المهنية على فايسبوك، وموقع المنظمة التي تنتمي إليها، وغير ذلك. كما نسّق المتصيّدون المسيئون هذه الهجمات على منصات أخرى مثل فورتشان وريديت.
ما عليك فعله: ما من طريقة سهلة للتعامل مع المضايقة المنسّقة على عدة منصات. لذا، من بالغ الأهمية تشديد أمنك السيبراني لحماية نفسك من القرصنة واستقاء معلوماتك الشخصية ونشرها. للتأقلم مع حجم الهجمات ونطاقها، من المفيد حشد مجتمع إلكتروني داعم لمشاركتك في أعباء توثيق الإساءة، والإبلاغ عنها، وحظرها، وكتمها.
التنمر السيبراني
التعريف: التنمر السيبراني مصطلح شامل يجمع بين عدة سلوكيات مزعجة، لكن يمكن اختصاره بأنه “الضرر المتعمد والمتكرر الذي يتمّ التسبب به باستخدام أجهزة الكمبيوتر، والهواتف المحمولة، وغيرها من الأجهزة الإلكترونية” [المصدر: مركز أبحاث التنمر السيبراني (بالإنجليزية) واليونيسف]. يُستخدم المصطلح بشكل أساسي في قضايا متعلقة بالأطفال والشباب.
مثال: (تحذير: المثال يتحدّث عن الانتحار) في حادث مأساوي ومشين متعلق بالتنمر السيبراني، أقدمت فتاة في الثانية عشرة من عمرها تُدعى بسنت خالد على الانتحار في محافظة الغربية في مصر. وكان شاب قد قام بفبركة صور لبسنت (راجع/ي مصطلح “التزييف العميق” أدناه) ونشرها على فايسبوك في محاولة لابتزازها. فلم تستطع بسنت تحمّل التبعات الاجتماعية لهذه الصور المفبركة في قريتها مما دفعها إلى الانتحار.
ما عليك فعله: زر موقع Cyberbullying.org (بالإنكليزية) وسيف سبيس للاطلاع على أفضل الموارد والمعلومات المتعلقة بالتنمر السيبراني.
هجمات العصابات السيبرانية (Dogpiling)
التعريف: عندما يقوم أشخاص مسيئون، بأعداد كبيرة، بشنّ هجمات جماعية على الشخص المستهدف، من خلال إغراقه تحت وابل من التهديدات، والشتائم، والإهانات، واستخدام تكتيكات مسيئة أخرى.
العصابات الغاضبة/ الفاضحة
شكل من أشكال العدالة المزعومة التي تطبّقها العصابات والتي تقوم على فضح شخص ما، وإهانته، ومعاقبته في الأوساط العامة، وغالباً ما يكون ذلك لإقدامه على التعبير عن آرائه حول مواضيع أو أفكار مشحونة سياسياً، لا توافق رأي العصابة الغاضبة، و/أو تمّ إخراجها من سياقها بهدف الترويج لأجندة معيّنة.
ما عليك فعله: قد تشعر/ين وأنت تحاول/ين التعامل مع هجمات العصابات السيبرانية أنك أمام قصة “إبريق الزيت”، وكأنك تدور/ين في حلقة مفرغة، لا سبيل إلى كسرها أو الخروج منها. فإذا كان الإبلاغ عن الإساءة لن يؤتي بأي نتيجة مجدية، فكّر/ي في أن تطلب/ي من أحد أفراد مجتمعك الداعم رصد الإساءة والإبلاغ عنها بالنيابة عنك، بينما تأخذ/ين استراحة. من الخيارات الأخرى: إطلاق حملة خطاب مضاد لإعادة تثبيت سردية معيّنة أو استعادة هاشتاغ مرتبط باسمك؛ إصدار بيان على وسائل التواصل الاجتماعي لتنبيه شبكتك الاجتماعية إلى النشاط السلبي الحاصل؛ و/أو أخذ استراحة مؤقتة من حساباتك على وسائل التواصل الاجتماعي أو حصر الدخول إليها بحلقتك الخاصة، إلى أن تزول موجة المضايقات العنيفة.
التعقب السيبراني
التعريف: في السياق القانوني، “التعقب السيبراني” هو الاستخدام المطوّل والمتكرر لسلوكيات مسيئة على الإنترنت (“نهج سلوكي”)، بقصد “قتل الشخص المستهدف، أو إصابته، أو مضايقته، أو تخويفه، أو مراقبته بنية قتله أو إصابته أو مضايقته أو تخويفه”.
ما عليك فعله: صحيح أنّ التعقب السيبراني يُعدّ جرماً، إلا أنّ العديد من الدول لا تملك قوانين خطية حول التعقب السيبراني. فإذا كنت لا تمانع/ين الاتصال بجهة لإنفاذ القوانين، أو استشارة محامٍ، سيكون من الأفضل اتّخاذ إجراءات قانونية ضد شخص يتربص بك أو يطاردك على الإنترنت. أما إذا كنت لا تفضّل/ين التواصل مع جهات إنفاذ القوانين، ففكّر/ي في الاتصال بخط ساخن للمساعدة في حالات الأمن الرقمي، بغية التعمّق أكثر في بعض استراتيجيات الحماية المحتملة. ومن الاستراتيجيات الأخرى: حظر متعقبك على وسائل التواصل الاجتماعي، وتوثيق كل مضايقة تحدث في ما يتعلق بالتعقب السيبراني، والحرص على حماية حساباتك الإلكترونية إذا كنت تتوقع/ين أن ينتحل شخص هويتك، والاستعانة بمجتمعك الداعم.
التزييف العميق
التعريف: استخدام “شكل من أشكال الذكاء الاصطناعي يُعرف باسم التعلّم العميق” لفبركة صور، أو تسجيلات، و/أو فيديوهات تبدو حقيقية. [المصدر: غارديان (بالإنجليزية) ومجلة سيدتي]. فيتمّ في هذه الصور، والتسجيلات، و/أو الفيديوهات “تقليد الكلمات أو تعابير الوجه بحيث يبدو وكأنّ الشخص قد قال أو فعل شيئاً لم يأت على قوله أو فعله في الحقيقة.” [المصدر: بوسطن غلوب (بالإنكليزية)].
مثال: تمّت فبركة فيديو إباحي عبر تقنية التزييف العميق، باستخدام صورة الصحافية الاستقصائية رنا أيوب. كما تمّت مشاركة هذا الفيديو أكثر من 40 ألف مرة في محاولة لإذلالها وإسكاتها. لكنها كانت شجاعةً بما يكفي لتروي قصتها (بالإنجليزية).
ما عليك فعله: إذا لاحظت أنّ صورة أو فيديو مفبرك عنك بدأ ينتشر على الإنترنت، بلّغ/ي عنه- وعن الحسابات التي تنشره أو تشاركه- أينما كان ذلك ممكناً. جرّب/ي استخدام تقنية البحث العكسي عن الصورة، باستخدام كل الصورة أو جزء منها لتبيّن ما هي الأماكن الأخرى التي نُشرت فيها، واستمرّ/ي في الإبلاغ. لحماية نفسك من المزيد من الانتهاكات التي يمكن أن تطال خصوصيتك، خصّص/ي بعض الوقت للبحث عن المعلومات المتوفرة عنك على الإنترنت، وحاولي تخفيفها أو الحدّ من انتشارها. فكّر/ي أيضاً في رفع صوتك لتكذيب التزييف العميق، إذا كان ذلك لا يعرّضك للخطر، وبعد تقييم مستوى الخطر المرتبط بذلك طبعاً. حاول/ي الاستعانة بمجتمعك الداعم لمساعدتك في عمليات البحث، والإبلاغ، ونشر الخطاب المضاد.
الحرمان من الوصول
التعريف: استغلال “مزايا تكنولوجيا أو منصة ما للإضرار بالشخص المستهدَف، وعادةً ما يكون ذلك من خلال منع الوصول إلى الأدوات أو المنصات الرقمية الأساسية” [المصدر: البيانات والمجتمع (بالإنجليزية)].
الإبلاغ الجماعي (البلاغات الكاذبة)
ينسّق المسيئون في ما بينهم لتقديم بلاغات كاذبة عن حساب الشخص المستهدَف، متهمين إياه بأنه يسيء إلى غيره أو يؤذي الآخرين، في محاولة لتعليق حسابه أو إقفاله.
إرسال سيل لا متناه من الرسائل (الإغراق)
يُغرق المسيئون حساب بريد إلكتروني أو هاتف شخص أو مؤسسة برسائل غير مرغوب فيها، للحدّ من قدرته على استخدام هذه المنصة أو منعه من ذلك تماماً.
مثال: عام 2017، أرسلت حسابات آلية سيلاً من رسائل البريد الإلكتروني (بالإنجليزية) أدّت إلى تعطّل خوادم مؤسسة “بروبوبليكا” (ProPublica)، في هجمة انتقامية ضد صحافييها الذين كانوا قد كتبوا مقالاً مثيراً للجدل عن العلاقة بين الشركات التكنولوجية والمواقع الإلكترونية المتطرفة. منع هذا الهجوم موظفي الشركة من قراءة رسائل إلكترونية مهمّة، كما أثّر تأثيراً هائلاً على العمليات اليومية للمحطة الإخبارية.
ما عليك فعله: بلّغ/ي منصة التواصل الاجتماعي، أو مزوّد خدمة الهاتف، أو شركة الإنترنت، أو مزوّد البريد الإلكتروني حيث تحدث المضايقات، عن الحادث فوراً. إذا دعت الحاجة، أنشئ/ي عنوان بريد إلكتروني أو اسم مستخدم جديد و/أو مؤقت لإعلام زملائك، وأقاربك، وأصدقائك، بأنك تلقيت وابلاً من الرسائل ولست قادراً/ة على الدخول إلى حساباتك الاعتيادية. يمكنك إيجاد المزيد من المعلومات المعمّقة عن كيفية التعامل مع المضايقة الإلكترونية عن طريق الرسائل المباشرة هنا، وعن كيفية التحدث إلى أصدقائك وأسرتك عن الإساءة الإلكترونية هنا.
هجمات الحرمان من الخدمة
التعريف: هجمة سيبرانية تتسبّب بانهيار موقع إلكتروني أو شبكة أو تعطيلهما بشكل مؤقت أو دائم من خلال إغراق النظام بالبيانات. يمكن أن تمنعك هجمات الحرمان من الخدمة من استخدام أجهزتك وبياناتك، كما يمكن أن تعرّض المعلومات الحساسة المحفوظة على أجهزتك للخطر.
الهجمات الموزعة للحرمان من الخدمة
أي عندما يسيطر مهاجم على أجهزة الكومبيوتر الخاصة بعدة مستخدمين بهدف الهجوم على كمبيوتر مستخدم آخر. يمكن لهذا الأمر أن يجبر أجهزة الكمبيوتر المقرصنة على إرسال كميات كبيرة من البيانات إلى موقع إلكتروني محدّد، أو إرسال بريد مزعج إلى عناوين البريد الإلكتروني المستهدفة.
مثال: عام 2016، عانت البي بي سي (بالإنجليزية) من هجمة موزّعة محدّدة الهدف للحرمان من الخدمة في مكاتبها الأميركية، مما حدّ من وصولها إلى ريديت، تويتر، إتسي، جت هاب، ساوند كلاود وسبوتفاي أيضاً.
ما عليك فعله: لما كانت هجمات الحرمان من الخدمة تستهدف عناوين البريد الإلكتروني، والمواقع الإلكترونية، والحسابات الإلكترونية، فمن الضروري أن تتّصل/ي بمزوّدي الخدمات المناسبين للإبلاغ عن هذه الإساءة. للمزيد من المعلومات عن الهجمات الموزعة للحرمان من الخدمة، عليك بزيارة هذه الصفحة.
استقاء المعلومات الشخصية
التعريف: نشر معلومات شخصية حساسة لشخص ما على الإنترنت- مثل عنوان سكنه، وبريده الإلكتروني، ورقم هاتفه، ورقم الضمان الاجتماعي الخاص به، وصوره إلخ.- لمضايقته، أو تخويفه، أو ابتزازه، أو تعقبه، أو سرقة شخصيته. المصطلح بالأجنبية هو اختصار لكلمتي “إسقاط المستندات”، وقد راج هذا التكتيك الانتقامي بين قراصنة الحواسيب في التسعينيات، وفقاً لـ. HTML.com
المثال: بعد الإبلاغ عن ضابط الشرطة المتورط في مقتل مايكل براون في فيرغسون، ميزوري، اضطر مراسلان لصحيفة نيويورك تايمز إلى الفرار من منزلهما، وذلك عندما نُشرت عناوين سكنهما على الإنترنت انتقاماً منهما (بالإنجليزية) على تغطيتهما.
ما عليك فعله: راجع/ي قسم الحماية من استقاء المعلومات الشخصية في هذا الكتيّب الميداني، للحصول على معلومات عن كيفية مواجهة استقاء المعلومات الشخصية والوقاية منه. إذا سبق لك أن تعرّضت لهذا النوع من الهجمات، بلّغ/ي عنه فوراً للمنصة حيث تعرّضت له، وابذل/ي ما بوسعك لتقييم مستوى التهديد ضد سلامتك. إذا كنت تعتقد/ين أنّ المعلومات الشخصية التي تمّ استقاؤها ستقع بين أيدي شخص ينوي إيذاءك، نرجو منك الاتصال بمكتب إنفاذ القوانين أو وحدة مكافحة الجرائم الإلكترونية (إذا كان ذلك ممكناً) في منطقتك، أو منظمة تدافع عن حقوق الإنسان يمكنها أن تؤمّن لك خدمةً فوريةً لتغيير مكان سكنك، مثل فرونت لاين ديفندرز.
القرصنة
التعريف: القرصنة هي اقتحام جهاز أو شبكة من دون إذن. تُنفَّذ غالباً بنية الهجوم على شخص آخر، أو إيذائه، أو توريطه في جريمة، من خلال سرقة بياناته، أو انتهاك خصوصيته، أو إصابة أجهزته بالفيروسات. عندما تُستخدم القرصنة لتنفيذ أنشطة غير قانونية أو تخويف هدف، تُعدّ جريمةً إلكترونيةً.
مثال: استهدفت فانسي بير (بالإنجليزية)، وهي وحدة قرصنة روسية، مئات الصحافيين، بمن فيهم مراسلون روس مستقلون، و50 صحافياً في نيويورك تايمز على الأقل، وعدة مراسلين في ذا دايلي بيست، فضلاً عن صحافيين آخرين يغطون قضايا متعلقة بالاستخبارات، والأمن القومي، ومزارع المتصيدين الروسية.
ما عليك فعله: من بالغ الأهمية اعتماد ممارسة الأمن السيبراني المتينة لحماية نفسك من القرصنة.
تسميم الهاشتاغات
التعريف: هو إنشاء هاشتاغ مسيء- أو خطف هاشتاغ قائم- ثم استخدامه لإطلاق دعوة واستنفار هجمات العصابات السيبرانية. [المصدر: مأخوذ بتصرف من منظمة “مراسلون بلا حدود” (بالإنجليزية)].
ما عليك فعله: احشد/ي مجتمعاً إلكترونياً داعماً لاستعادة هاشتاغ تمّت سرقته أو أنشئ/ي هاشتاغاً داعماً جديداً. يمكنك القيام بذلك من خلال التنسيق مع منظمة مجتمع مدني أو مع مجتمعك الإلكتروني الداعم لاستخدام الهاشتاغ المسروق لمصلحتك، وذلك عبر قيادة خطاب مضاد في وجه رسائل الكراهية والروايات الخاطئة.
خطاب الكراهية
التعريف: عبارات هدفها مهاجمة جانب معيّن من هوية شخص ما، كعرقه، أو إثنيته، أو هويته الجندرية، أو دينه، أو ميوله الجنسية، أو إعاقته إلخ. غالباً ما يتّخذ خطاب الكراهية شكل هجمات شخصية، يغلب فيها الإجحاف والأذى على الحجج العقلية، بهدف تجنب مناقشة الموضوع المطروح من خلال مهاجمة شخصية إنسان أو صفاته.
مثال: واجهت ديما صادق، وهي صحافية لبنانية معروفة دعمت تظاهرات 17 تشرين الأول (أكتوبر)، موجهة كراهية واسعة النطاق على الإنترنت بسبب آرائها. وفي 2022، كانت ابنتها هدفاً للإساءة على الإنترنت، حيث قاد المتصيدون حملة تنمّر على وسائل التواصل الاجتماعي للسخرية من إعاقة ابنتها.
ما عليك فعله: تبعاً لمستوى التهديد والتخويف الذي تنطوي عليه هذه الهجمات، من الأفضل لك أن تقوم/ي بحظر المستخدم أو كتمه، أو إطلاق خطاب مضاد. فإذا كان الرد على المستخدم أو حظره لا يُشعرك بالأمان، الجأ/ي إلى مجتمعك الداعم وتأكّد/ي من أنك تمارس/ين طقوس الرعاية الذاتية. إذا ورد اسمك في تهديد بالعنف أو تخويف جنسي، وكنت خائفة على سلامتك، نرجو منك التفكير في الاتصال بأحد خطوط المساعدة في حالات الطوارئ، أو بإحدى جهات إنفاذ القوانين على المستوى المحلي (إذا كنت مرتاح/ة إلى ذلك).
انتحال الشخصية على الإنترنت
التعريف: إنشاء حساب وهمي على وسائل التواصل الاجتماعي، وغالباً ما يكون ذلك باستخدام اسم الشخص المستهدف و/أو صورته، لنشر تصريحات مهينة أو تحريضية بقصد تشويه سمعته أو التشهير به أو التحريض على المزيد من الإساءة ضده. كما يمكن للمتحرّش انتحال شخصية طرف ثالث يعرفه هذا الشخص المستهدف لغرض التسبّب بالأذى.
مثال: حذّر مجلس نقابة الصحافيين الأردنيين من تزايد أعداد حسابات منتحلي المهنة على مواقع التواصل الاجتماعي الذين يدّعون أنهم صحافيون. وقد أفادت النقابة أنّ القصد من هذه الصفحات، في العديد من الحالات، هو كسب ثقة المشاهدين أو القرّاء بالمطبوعات أو الفيديوهات المنشورة التي غالباً ما تكون مفبركة لغرض نشر المعلومات المضللة والشائعات.
ما عليك فعله: الإبلاغ فوراً عن منتحل الشخصية إلى المنصة التي يظهر عليها. قد يكون من الأفضل أن تنشر/ي بياناً على حساباتك الحقيقية في وسائل التواصل الاجتماعي لتنبيه معارفك على الإنترنت إلى هذا الشخص المحتال. (إذا كانت المضايقة تحدث على تويتر، يمكنك “وضع علامة” على التغريدة لكي تظهر في أعلى صفحتك الشخصية لفترة من الوقت، فيطّلع عليها كل من يزور حسابك الحقيقي على تويتر.). في بعض الحالات، قد يكون من المناسب إعلام رئيسك في العمل أو أحبّتك بالإساءة، خاصةً عندما تكون أسماؤهم واردةً في تعليقات منتحل الشخصية.
التحرش الجنسي على الإنترنت (أو الإساءة الجنسية الإلكترونية، التحرّش على أساس نوع الجنس)
التعريف: يشمل التحرّش الجنسي على الإنترنت مجموعةً واسعةً من سوء السلوك الجنسي المنتشر على المنصات الرقمية، مع الإشارة إلى أنّ الأشخاص الذين يعرّفون عن أنفسهم كامرأة يتعرّضون لاستهداف غير متناسب من هذا التحرّش.
إضفاء الطابع الجنسي (الجنسنة) بشكل غير مرغوب فيه
إرسال “طلبات وتعليقات ومحتويات جنسية مرفوضة” إلى شخص مستهدف [المصدر: مشروع deSHAME ].
مثال: عندما كانت المؤلّفة والمحامية والمدوّنة النسوية، جيل فيليبوفيك، طالبةً في كلية الحقوق في جامعة نيويورك، اكتشفت مئات العبارات المنشورة من مجهول على منتدى إلكتروني، وكلها تتناول تهديدات، مفصّلة جداً بمعظمها، باغتصابها. وما لبثت التهديدات الإلكترونية أن انتقلت إلى أرض الواقع عندما بدأ المتحرّشون يظهرون في كلية القانون حيث كانت تتابع دراستها، ولاحقاً في شركة المحاماة حيث كانت تعمل. وقد كتبت فيليبوفيك (بالإنجليزية) أنّ ثقتها بنفسها وإحساسها بالأمان اهتزا نتيجة ما تعرّضت له من تحرّش جنسي على الإنترنت.
ما عليك فعله: من أهم وأولى الخطوات التي يمكنك القيام هي الإبلاغ عن التحرّش إلى المنصّة التي ظهرت عليها الإساءة، وتوثيقها. فيمكن أن يكون التحرّش الجنسي على الإنترنت تجربةً صادمةً ومروّعةً للغاية بالنسبة إلى الشخص الذي يتعرّض له، لا بل قد يتطلّب تدخلاً قانونياً. لكن إذا كنت لا ترغب/ين في طلب المساعدة من جهة معنية بإنفاذ القوانين أو من محامٍ، نرجو منك الاطلاع على هذه الصفحة من كتيّبنا التي تعدّد منظمات إقليمية ودولية، يمكن أن تقدّم لك مواردَ وتوجيهاتٍ ودعماً لتمكينك من التعامل مع الإساءة على الإنترنت والرد عليها.
إذا كنت تتعرّض/ين للتحرّش الجنسي على الإنترنت، من بالغ الأهمية أن تتذكّر/ي أنك لست وحدك. فالتواصل مع الآخرين للحصول على دعم يمكن أن يحدث فرقاً كبيراً على صعيد الاعتناء بصحتك النفسية. راجع/ي قسم التوجيهات المتعلقة بكيفية التحدث إلى أصدقائك وأحبّتك في هذا الكتيّب الميداني، للحصول على المزيد من النصائح حول كيفية مناقشة المواضيع الحساسة مع الأشخاص المحيطين بك، بما في ذلك موضوع التحرّش الجنسي.
التصيد الاحتيالي
التعريف: التصيّد خدعة إلكترونية تبدأ بشكل من أشكال التواصل- مثلاً عبر رسالة بريد إلكتروني، أو رسالة نصية، أو رسالة واتساب-، وتكون مصمّمة بحيث تبدو وكأنها واردة من مصدر موثوق. هدفها الاحتيال عليك لدفعك إلى القيام بأمر ما، ويكون ذلك عادةً الضغط على رابط أو فتح ملفّ مرفق. قد يؤدي بك هذا الرابط إلى تنزيل فيروس بشكل تلقائي على جهازك، أو يدفعك إلى إدخال معلوماتك الشخصية، كتسجيل معلومات الدخول مثلاً، التي يمكن للمتصيّد استخدامها لاحقاً بهدف التحكّم بحساباتك الإلكترونية، أو انتحال شخصيتك، أو بيع معلوماتك إلى آخرين. [المصدر: مشروع توتم]
ما عليك فعله: كن/كوني حذراً/ة عندما تريد/ين فتح رسائل غير متوقعة أو غير مرغوب فيها وصلت إلى بريدك الإلكتروني. ولا تفتح/ي أي ملفات مرفقة أو روابط إلكترونية لم تطلب/ي الحصول عليها بدون التحقّق من المرسل أولاً. فإذا وصلتك رسالة إلكترونية تتضمّن ملفاً مرفقاً أو رابطاً من صديق لم تكن/تكوني تتوقّع/ين أن يرسل إليك شيئاً، تحدّث/ي معه بسرعة للتأكّد من أنه قد قام بإرسالها فعلاً.
التهديدات
التعريف: “هو الإعلان عن نية معيّنة، كالإنذار أو الوعيد بالتسبب بالألم، أو الإصابة، أو الضرر، أو أي عمل عدائي آخر ضد سلامة الشخص البدنية وممتلكاته أو ماله.” [المصدر: شركة حماة الحق للمحاماة (بالإنجليزية)]. يشمل ذلك التهديدات بالقتل، أو بالعنف الجسدي، وتهديدات العنف الجنسي ضد النساء في أغلب الأحيان.
ما عليك فعله: نظراً إلى أنّ الإنترنت يسمح للأشخاص بتصفح المواقع من دون الإفصاح عن هويتهم، فمن الصعب معرفة كيفية التعامل مع تهديد ما. يمكنك الاستفادة من التوجيهات المتضمنة في هذا الكتيّب حول تقييم التهديدات، لكن في نهاية الأمر: خذ/ي كل التهديدات على محمل الجد، واسأل/ي نفسك ما إذا كان أحدهم يزرع فيك شعوراً بانعدام الأمان، وثق/ي بحدسك. إذا كنت تشعر/ين بانعدام الأمان، فكّر/ي في إيجاد مكان آمن، وبلّغي عن الأمر إلى جهات إنفاذ القوانين (إذا كنت لا تعمل/ين على قضايا حساسة سياسياً)، وأعلم/ي حلفاءك وزملاءك الموثوقين بما يجري. من بالغ الأهمية أيضاً توثيق التهديدات، في حال كنت بحاجة إلى الاتصال بالشرطة لاحقاً وطلب الحماية القانونية.
الهجوم عبر زوم (Zoombombing)
التعريف: “هو اقتحام اجتماعٍ افتراضي وتوقيف التواصل بين الحضور من خلال نشر نص أو فيديو أو تسجيل مسموع… يُشار إليه عادةً “بالهجوم” أو “القصف”… فتُشنّ هذه الهجمات أحياناً لأسباب محدّدة الهدف، مثل تعطيل سير العمل، أو الهجمات على أساس الهوية ضد مجموعات مهمّشة.” [المصدر: “Space Invaders”، مركز شورنستاين (بالإنجليزية)]
مثال: اضطرت الصحافيتان كارا سويشر وجيسيكا ليسن إلى إغلاق اجتماع على زوم يتناول التحديات التي تواجهها النساء في عالم التكنولوجيا، وذلك عندما شنّ متصيّدون هجوماً على الجلسة (بالإنكليزية) من خلال نشر صور غير لائقة.
ما عليك فعله: من التوجيهات الممتازة التي يمكن الاطلاع عليها، دليل تشديد إعداداتك على زوم (بالإنجليزية) الصادر عن مؤسسة الحدود الإلكترونية، ونصائح عملية إذا تعرّضت لهجوم على زوم (بالإنجليزية) الصادرة عن المنتدى العالمي لتطوير وسائل الإعلام. لا تنسَ/ي تحديث زوم وأي برمجيات أخرى للاجتماعات عبر الفيديو، كونها تصدر ميزات أمنية جديدة على الدوام.